قرأت نبذة بسيطة عن كتاب فرويد و جاء فيها بالحرف الواحد ((أن فرويد وضع فى كتابه ” تفسير الأحلام ” العديد من النظريات النفسية ، التى تُعد الآن مرجعاً رئيسياً لكل المشتغلين فى الطب النفسي أو المجالات ذات الصلة بعلم النفس ، والتى حاول من خلالها الوصول إلى تفسيرات علمية قاطعة لماهيّة الاحلام وكيفية تفسيرها نفسياً ..)) و لكني لم أجد تقريرا أو مراجعة عن كتاب ابن سيرين ، و لم يتوفر لدي نسخة ورقية حتى الأن لكي اقرأ المقدمة على الأقل .
ما الفرق بين كتاب تفسير الأحلام لـ فرويد و تفسير الأحلام لـ ابن سيرين
فرويد بنى كتابه على أساس علمي وتفسيرات علمية للنفس البشرية -مع أن كثير من نظرياته دُحِضَت هذه الأيام- ولكن يبقى أنه مبني على أساس علمي ..
أما كتب تفسير الأحلام الإسلامية فهي مبنية على هُراء الكاتِب وتفسيراته هو دون العودَة -غالباً- لشيء ..
ماشاء الله على الإنصاف، العالم الغربي بنى كتابه على أساسٍ علمي، والعالم الإسلامي بنى كتابه على هراء!
أولاً: تفسير الأحلام ظني ليس قطعي، ولا يستطيع أحدٌ أن يقطع به.
ثانياً: يقوم علم التفسير بأخذ الرمز والقرينة وتطبيقها على صاحب الحلم لمعرفة التفسير.
فمثلاً:
اللون الأصفر يدل على الفرح.
والدائرة تدل على السوء.
واللبن يدل على العلم.
وهكذا.
فيقوم المفسر بجمع القرينة والرمز ليستنتج الحلم والتفسير بالظن لا بالقطع.
بالطبع هي هُراء ..
عندما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت" ثُم يأتي أحد الأشخاص على التلفاز ويدّعي أنه مُفسّر للأحلام ويقوم بتفسيرها حسب ظنونه، مع عدم معرفة الشخص صاحب الحلم، وعدم معرفة حالته النفسية أثناء الحلم، وعدم معرفة تاريخه، هل تظن إذاً أنه سيخرج بشيء غير الهراء ؟
تفسير الأحلام له أركان يجب أن تتحقق قبل يقوم المُفسّر بالتفسير .. وكتب التفسير والمُفسّرين لا يُحقّقون أي من تلك الأركان ..
بالطبع لن أقوم بذكر تلك الأركان، ولكن ان كنت مهتماً بالموضوع يمكنك البحث عنها قليلاً وستجدها فوراً ..
وإذا قارنّا بين علم تفسير الأحلام الإسلامي وبين القواعد التي وضعها فرويد ستجد أنها متشابهة جداً وكأنّه نسخها من العلم الإسلامي، وبنفس الوقت إذا قارنت علم التفسير الإسلامي وبين العلم الفارسي -الذي هو أقدم من الإسلامي بكثير- ستجد أيضاً أنهما متشابهين كثيراً ..
لذلك الصحيح أن نعرف حالة الشخص النفسية وتاريخه حتّى نستطيع تفسير الأحلام بشكل أصح .. وهذا احد الشروط في العلم الإسلامي وأحد الأمور التي تطرّق إليها فرويد أيضاً ..
.
وبالنسبة لأولائك الذي يُحبّون تفسير الأحلام، يجب أن يتذكروا قول رسولهم "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت" لأنك حتى أنتَ تستطيع تفسير الحُلم بما يُعجِبك وسيكون تفسيرُك صحيحاً لأنك أنت من تعرف نفسك وليس بضع صفحات من كتاب ..
التعليقات