هى رواية للكاتبة الأمريكية : إليزابيث جيلبيرت، إحتلت الصدارة كأفضل الكتب مبيعًا لفترة طويلة، يلفت إنتباهك للوهلة الأولى الآراء الموجودة على الغلاف، والتي تبدو كختم يضمن لك جودة ما يحويه هذا الكتاب، كتعليق جوليا روبرتس: " هذا الكتاب هو هديتي المفضلة إلى صديقاتي"، التي كانت بطلة الفيلم المأخوذ عن الرواية، وأيضًا تعليق هيلاري كلينتون المقتضب والمميز : "لقد أحببت طعام صلاة حب." ..
الرواية صدرت عام 2008 ولا أعلم صدقًا ما السر وراء وصولها إلينا متأخرة هكذا، حيث إشتهرت الرواية في عالمنا العربي، في آخر عامين رغم صدورها منذ 8 أعوام !
بإختصار تدور أحداث الرواية حول إمرأة في الثلاثين من عمرها، متزوجة وتعيش حياة مرفهة تتمناها أي إمرأة في العالم، لكن الإكتئاب يفسد حياتها ويفقدها الشعور والإستمتاع بكم النعم التي تحيط بها من كل جانب، فتقرر الإنفصال عن زوجها وتدخل في موجة إكتئاب أشد عنفًا من السابق..
ومن هنا تقرر إليزابيث ترك كل شيء والبحث عن ذاتها، في رحلة تغير شخصيتها كليًا، يكون فيها الطعام رمزًا للشهوة، والصلاة رمزًا للإيمان، والحب رمزًا للحياة، الذي بدونه لا معنى ولا قيمة لحياتنا، والذي به ستجد الشهوة والإيمان ..
تبدأ إليزابيث رحلتها في إيطاليا، وتجوب بنا في شوارع إيطاليا ومطاعمها، وتركز على إشباع شهوة الطعام أكثر من أي شيء آخر، بعدما إنتهيت من الرواية وضعت إيطاليا في أول القائمة للأماكن التي أود زيارتها، إذا حالفني الحظ وزرتها؛ لن أفعل شيء سوى تجربة كافة المطاعم والإستمتاع بالأكل الإيطالي الشهي، كما فعلت إليزابيث :)
تسافر بعدها إليزابيث إلى الهند، حيث الإيمان وأجواء الروحانيات والزهد، تبدأ في الإنصات إلى صوتها الداخلي الذي لطالما تجاهلته، وتدرك أن الإيمان هو ما كان ينقصها طوال هذه السنين الماضية، وفي المحطة الأخيرة من الرحلة تذهب بنا إليزابيث إلى بالي، لتجد ما كانت تبحث عنه طوال حياتها؛ الحب ..
برأيي على كل إمرأة أن تقرأ هذه الرواية، خاصة إن كانت تبحث عن الهدوء والسكينة والسلام الداخلي، رواية قادرة على ترميم ذاتك من جديد، وإعادتها للحياة ..
إقتباسات من الرواية :
إن كان بوسع كائن بشري واحد، منهار ومحدود مثلي، أن يشعر بالقليل وحسب من الغفران والتسامح ازاء نفسه، فما عليك سوى ان تتخيل كم يمكن لله برحمته الواسعه والابدية ان يغفر ويسامح.
كم هي عديدة العوامل التي تؤلف الكائن البشري ؟! كم هي عديدة الطبقات التي نعمل عليها، والتأثيرات التي نتلقاها من أذهاننا، وأجسادنا، وتاريخنا، وعائلاتنا، ومدننا، وأرواحنا، وواجبنا !
علاج القلب المفطور؛ الكثير من النوم، الكثير من الماء، السفر الى مكان بعيد عن المحبوب، التأمل وتعليم القلب بأن هذا هو القدر.
من السهل علينا ان ندعو ونحن في الشدة، لكن الاستمرار في الدعاء بعد مرور الأزمة؛ هو أشبه بضمان يساعد الروح على التمسك بانجازاتها الجيدة.
إذا كنت قرأت الرواية فأخبرني برأيك عنها، وما الذي إستفدته من رحلة البحث عن الذات هذه ؟
إذا لم تكن قرأتها بعد فأنصحك بقراءتها، ستغير نظرتك للحياة بشكل كبير، ستخرج منها بمفاهيم جديدة، والأهم على الإطلاق ستتعلم كيف تهتم بذاتك وتحبها وتقدرها حقًا ..
التعليقات