دعوني اعترف لكم اعترافًا صغيرًا، وهو أنني دائمًا ما كنت أجد عند البحث عن طرق إدارة التوتر وخفضه أو طرق المساعدة على النوم أن نترك الشاشات ونقوم بالقراءة في هدوء قبل النوم، لكن كنت لا أصدق في جدوى ذلك إلا بعد أن جربت ذلك بنفسي وبالفعل لمست نتيجة جيدة جعلتني أغير رأيي عن القراءة قبل النوم وفائدتها وأهميتها، فهي لا تهدأ الأعصاب فقط ولكن عادةً ما تكون القراءة في ذلك الوقت مصحوبة بهدوء وتركيز لأن اليوم ومهامه تكون قد انتهت بالفعل مما يعني أننا قد نستوعب ما نقرأ بصورة أكبر حتى ولو قرأنا صفحات قليلة فقط قبل أن نغط في النوم، لكن أعتقد أن النتيجة قد تتوقف على نوع الكتب أو الروايات التي نقرأها في ذلك الوقت، فما هي الكتب والروايات التي يمكننا قراءتها قبل النوم في رأيك؟ وهل لديكم ترشيحات معينة؟
القراءة قبل النوم
في الحقيقة، أغلبنا يفتح الكتاب قبل النوم ليس رغبةً في التعلّم، بل هروبًا من الزحام الذي يدور في رأسه. نقرأ سطرين أو ثلاثة، ثم يبدأ النعاس يتسلّل إلينا، فنغلق الكتاب بعد دقائق ونقول لأنفسنا قرأت قبل أن أنام. والواقع أننا لم نقرأ شيئًا فعليًا. إنها لحظة سلام مؤقتة، لا لحظة وعي. القراءة في ذلك الوقت أشبه بفنجان شاي دافئ؛ تُهدّئ الأعصاب لكنها لا تغيّر حياتك. لذا، القراءة قبل النوم جميلة إن كان هدفك تهدئة البال،
أما إن أردت أن تتطور حقًا، فاقرأي حين يكون عقلك يقظًا، لا وهو يودّع يومه.
بالظبط، لذلك أعتقد أن هناك أنواع من القراءة، فعلى سبيل المثال هناك قراءة للتعلم، وهناك قراءة لكسر الملل وتقضية الوقت وهناك قراءة لتصفية الذهن أو الاسترخاء، والأخيرة هي ما نريد بالتحديد قبل النوم. هل لديك ترشيحات مناسبة لهذا النوع من القراءة؟
بالنسبة لي سأرشح رسائل فان غوخ إلى ثيو: صادقة جدًا، تشعرك بالدفء وتذكّرك بقيمة التفاصيل الصغيرة في الحياة.
الساعة الخامسة والعشرون لقسطنطين جورجيو: رغم عمقها، إلا أن قراءتها قبل النوم تجعلك أكثر هدوءًا وتفكرين في إنسانيتك ببساطة.
أحببت وغدًا لآني إرنو: أسلوبها بسيط ومباشر، كأنك تستمعين لحديث صادق من صديقة قريبة. مختارات من شعر ابن الفارض أو جلال الدين الرومي: لأنها تمنح إحساسًا بالسلام الداخلي وتذكّرك بجمال الروح.
فالكتب المناسبة قبل النوم ليست التي تملأ العقل بالمعلومات، بل التي تُريح القلب وتجعلك تنامين وأنتِ مطمئنة أكثر.
التعليقات