📚 نساء عند خط الاستواء – حجي جابر
ليست “نساء عند خط الاستواء” رواية تُروى، بل نَفَسٌ طويل يخرج من صدر إريتريا المقموع، محمّلًا برائحة الخوف، وصوت النساء، وصمت الطوابير الطويلة على بوابات المنفى.
هنا لا تسرد حكاية “سحر” فقط، بل تُكتب حكاية وطن كامل على جسد امرأة.
تتحوّل الأنثى في الرواية إلى لغة بديلة، حين يخون الوطن، وحين تصبح السياسة نفيًا، والهوية جريمة، والانتماء سجنًا لا جدران له.
في عالمٍ لا يعترف بالضعفاء، تكون الأنوثة تحديًا، لا نعمة. وتكون الهشاشة، في كثير من الأحيان، تمويهًا لمقاومة صامتة.
️قراءة تحليلية:
“سحر”، بطلة الرواية، لا تبحث عن الحب، بل عن مأوى للكرامة. وجودها كأنثى في بيئة سياسية ذكورية قمعية يجعل من كل خطوة لها فعلًا تمرديًا.
الروائي لا يقدّم المرأة كضحية فقط، بل كمرآة مكسورة لوطن مخلوع من تاريخه.
النص مشبع بالصمت، لا بالضجيج.
تُقال أشياء كثيرة عبر ما لا يُقال.
المجاز في الرواية حادّ، يقفز من العين إلى الحلق، وكأنّ الكاتب يُمارس كتابة مضادة، لا تزخرف، بل تفضح.
المنفى ليس فقط مكانًا بعيدًا، بل حالة داخلية.
وكلّ جغرافيا جديدة تطأها “سحر” ليست سوى امتدادٍ لحدود القهر الأول.
🧭 خاتمة:
“نساء عند خط الاستواء” ليست مجرد شهادة أدبية، بل فضحٌ ناعم لعنفٍ مقنّع.
رواية مكتوبة بخيوط الألم، لكنها لا تستسلم.
تمنح للأنوثة صوتًا، وللمقموعين ظلًّا، وللهوية الممزقة مساحة لأن تُقال.
فهل كانت سحر تهرب من وطنها… أم من نفسها؟
أم لعلّها كانت تحاول أن تخلق وطنًا جديدًا داخل جسدها؟
🖋️ حقوق النشر:
© [بوغزال هالة] – جميع الحقوق محفوظة – 2025
لا يجوز نسخ هذا النص أو إعادة نشره دون إذن أو ذكر المصدر.
📍 نُشر أولًا على: حسوب
التعليقات