يولد كل منا ولديه احتياجات نفسية محددة يريدها مثل احتياجه للحب، التقبل، الاهتمام، الاحترام والتقدير، ومن المفترض أن يقوم الأب والأم بتلبية هذه الاحتياجات، لكن هذا لا يحدث دائمًا، أو على الأقل لا يحدث بالشكل أو القدر الكافيين، فغالبًا ما يريد الوالدان الطاعة التامة من الطفل، فيريدان منه أن يفعل ما يقولان وقتما يقولانه وكأنه آلة أو روبوت تضغط على زر فيطيع الأوامر!
مع الوقت يبدأ بالطفل بفهم أنه إذا أراد أن تتم تلبية احتياجاته لابد أن يكون هناك مقابلًا، حتى إن أراد الحصول على الحب! فالكثير منا ربما سمع هذه الجملة الكارثية (افعل كذا لكي أحبك) أو (لا تفعل كذا كي نحبك) ، فتعلم بشكل تلقائي أنه لكل شيء مقابل، فيجد الاحترام مشروطًا والقبول مشروطًا وحتى الحب مشروطًا.
يضطر الشخص حينها إلى إخفاء نفسه وذاته الحقيقية شيئًا فشيئًا ما دامت أنها لا تعجبهم ولا تكفي للحصول على التقدير والحب والاحترام والقبول، وهذا لا يتوقف في الطفولة أو بعدها بل تصبح فكرة التنازل مستمرة ، ويدفن الفرد منا نفسه الحقيقية بعيدًا بداخله في مكان سري تنتظر الفرصة المناسبة لتشرق مرة أخرى وتعبر عن نفسها، بينما ما يظهر على السطح هو تلك النفس المزيفة التي تُرضي وتُقابل التوقعات، لكن يبقى السؤال هنا هو
كيف يمكننا التمييز بين نفسنا الحقيقية ونفسنا المزيفة؟ فكثرة الإدعاء قد تجعلنا لا ندري أيهما نحن حقًا.
التعليقات