لعلّ أغلبنا من أصحاب النّخوة فضّل مواجهة السلاح بالسلاح بدل رفع الراية البيضاء، وعندما اِنتقل الصراع من الميدان إلى الأفكار فضّلنا الاستسلام والانقياد؟!
أنا أؤمن أنّ العصر الحالي هو عصر حرب الأفكار والقيم، وواقِعُنا مليئ بالأمثلة وخذ ماشئت! فما كان يعتبر محرجا وغير مقبول ويتعارض مع بعض القيم أصبح اليوم مُستساغا فعندما كنت صغيرا كنت أخجل من متابعة مسلسل رومانسي مع عائلتي، واليوم؟ ذهبت كثير من هذه الحدود التي تحافظ على قيمنا المجتمعية والاسلامية، حتى أفكارنا تحولت من الاهتمام بما يرفع الأمة أو على الأقل شغل العقل بما هو مفيد وفعّال إلى ما هو تافه أو ترفيهي فقط فعندما كان والدي صغيرا مثلا كانت الكرة تمثل هواية لها قدر محدود من الاهتمام، واليوم؟ أشغلنا أفكارنا بالملهيات بينما استغل الغرب ذلك في غرس ثقافاته وقيمه بيننا من جهة وتقدمه علينا فكريا كالجانب العلمي من جهة أخرى..ثم نسأل لماذا صرنا توابعا، نحن من تقبلنا الهزيمة في حرب القيم والافكار هذه دون مقاومة!
رغم كوننا جميعا نعلم هذه الحقيقة لكننا رفعنا الراية البيضاء لها ولم نواجهها بنفس النّخوة التي تحدثت عنها في بداية الموضوع!
فبرأيكم لماذا شباب اليوم مستسلم لتغيير قيمه وأفكاره؟
التعليقات