في إحدى جلساتي مع زملائي بكلية الطب، تناولنا موضوعا مثيرا أطلنا النقاش فيه بخصوص العادات اليومية الفردية وتأثيرها على مصير صحة الفرد نفسه وصحة المجتمع.
فيطرح أحدهم تساؤلا: هل تغيير العادات اليومية حقا يضمن الوقاية؟ ماذا عن الأفراد المنتظمين بالرياضة والأكل الصحي ومع ذلك يعانون من الأمراض؟
ليرد آخر: حتى الأفراد أصحاب العادات السليمة والصحية، غير مستبعدين من الإصابة بسبب تأثرهم بالبيئة المحيطة بهم من أفراد لا يمارسون نفس العادات الصحية، وهذا ينقلنا لتساؤل آخر وهو تأثير العادات اليومية حتى على صحة المجتمع وليس الفرد نفسه فقط!
أما الثالث فقد أجاب الأول: نحن لا نتحدث عن التصفية التامة للأمراض! ولكن نسبة مرض من تتحدث عنهم " الصحيين" قليلة جدا مقارنة بأولئك الذين لا يبالون لتأثير عاداتهم على صحتهم، هذا مع وجود نسبة من الأمراض المتعلقة بالجينات الوراثية التي من الخطأ اِحتسابها في فئة دون أخرى.
~~~~~~~~~~~~~~~
أحببت مشاركتكم جزءا مما دار في هذا الحوار الشيق بيني و بين زملائي.. و من خلال ما عشته شخصيا، فقد مررت بتجارب عدّة كانت السلوكيات اليومية فيها سببا في ايصال صاحبها للمشفى أو في إنقاذ حياته! فذات مرة أصيب أحد أقربائي بارتفاع ضغط غير اِعتيادي أفقده حتى القدرة على الكلام والمشي بشكل مفاجئ! لا أزال أذكر ما قاله له الطبيب آنذاك .. " لم تكن ستقف على قدميك لولا ممارستك للرياضة بانتظام! " فالشاهد في القصة، سلوك بسيط خفف وطأة موقفه الحرج وأنقذه من نتيجة كارثية! و ربما تعلمون أن من العادات التي تبعد عنك النوبات القلبية أميالا.. الانتظام على الفجر! و إن ما عددنا السلوكيات السيئة التي نرى نتائجها يوميا فلن ننتهي بدءا من التدخين الى الوجبات السريعة المهلكة للكبد كما أسميها،.. ولا ننسى العادات الاستهتارية كاستخدام نفس الفرشاة مثلا أو الأدوات الشخصية دون تنظيف وتعقيم مما ينقل العدوى ويؤثر على الاخرين أيضا،..يثير فضولي معرفة نظرتكم للأمر، هل حصلت معكم تجارب جعلتم تتبنون آراء معينة؟ وماهي السلوكيات التي عشتم ورأيتم نتائجها؟
من خلال تجاربكم، كيف ترون تأثير سلوكياتكم اليومية على صحتكم وصحة من حولكم؟
التعليقات