لقد كانت المرة الأولى التي اكتشفتُ فيها هذا السر، حين وجدتُ نفسي عالقًا في شباك الماضي، وانتبهت إلى أن الحاضر لم يكن أقل بشاعة، لقد كانت الأمور سيئة جدًا، وأنا لم أحاول أن أجعلها أقل تعقيدًا، أو لكي أكون صادقًا، لم أكن أعرف كيف، ولم أشعر قط، بأن ثمّة طريقة يمكنني من خلالها أن أرى الأمور أصغر، كل شيءٌ من حولي كان يتعاظم، وكل شيءٍ كان سيئًا بشكلٍ لا يُطاق، وذات ليلةٍ سمعتُ عن السر،
"يمكنك أن تحظى بما تريد"
عندما قرأت هذه العبارة للمرة الأولى، كانت بالنسبة لي أقرب للسخرية من أن تكون حقيقية، فأنا قد انطلقتُ من ظروفٍ سيئة ولم أرى أن ثمّة مخرجًا من كل هذا، لكنني كنتُ الإنسان الذي لا يحب الندم على فرصٍ كان في استطاعتي أن أغتنمها، وقررت أن أمنح الموضوع فرصة،
شاهدتُ الفيلم قبل أن أمتلك الكتاب، وسمعتُ أشخاصًا كثيرون يقولون أن بإمكاننا لو أردنا حقًا أن نكون ما نريد، وأنا يا أصدقائي أرغب فيما يرغبه الجميع، وهو أن أفعل كل الأشياء التي أريدها،
"يمنحك السر أي شيءٌ تريد، السعادة، المال، الصحة"
"يمكنك أن تمتلك، وتفعل، وتكون أي شيءٌ تريده"
"يمكننا أن نحظى بما نختار مهما كان، ولا يهمني مدى ضخامته"
هذه المقدمة التي تفوّه فيها خبراء وفلاسفة ورجال أعمال، أثارت اهتمامي قليلًا رغم عدم ثقتي، وأصبحتُ أرغبُ في أن أكتشف هذا السر،
يخبرنا الفيلسوف والمؤلف الأمريكي بوب بروكتور أننا جميعًا نعمل بطاقة لا نهائية واحدة، ونقود أنفسنا وفقًا للقوانين نفسها، وأن القوانين الطبيعية للكون على قدرٍ كبيرٍ من الدقة بالدرجة التي تجعلنا لا نجد أية استحالة في بناء سفن فضاء، وتمكننا من إرسال البشر إلى القمر، وضبط توقيت الهبوط بدقة الكسر من الثانية".
وتركني أتساءل: أين هذه الطاقة لديّ؟ ما الذي يجعلني في مكاني دون أن أغيّر شيئًا؟ وإذا كان فعلًا هناك طاقة هائلة مثل هذه في داخلي، فكيف بإمكاني أن أستخدمها؟
"كل شيءٍ يحدث في حياتك، فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك، وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك، أي بمعنى أنك تفكر فيه، فأيٍ كان الشيء الذي يدور في عقلك، فإنك تجذبه إليك"
أخيرًا قد سمعتُ السر، وبدأتُ بإسقاطه على كل ما قد حدث من قبل، بالطبع كانت هناك أمورًا حتمية، ولا شأن لي في حصولها، لكنني لم أعرف بالأساليب التي أحتاج إلى إتباعها لكي تمضي حياتي على نحوٍ أبسط،
لقد علمني السر كيف أتجاهل مشاعري السيئة، أن أمنحها حقها بالطبع، لكن ليس أن تجرفني بعيدًا، ستبقى حياتنا سيئة كما هي لو توقفنا عن المحاولة، وواصلنا التفكير بسلبية كل شيء، وإن أشياءً كبيرة يمكنها أن تحدث لأولئك الذين يفكرون بإيجابيةٍ غير متجاهلين الفجوة بين ما يريدون وبين متى يمكن للأمر أن يحدث،
بخطواتٍ صغيرة كل يوم، يمكن لشيءٍ كبيرٍ أن يحدث، أظننا نحتاج فقط إلى شجاعة على التخيّل والإيمان بأن ما نريده بالإمكان أن يحدث، وبالطبع نحن بحاجةٍ للعمل الجاد لكي نصل إلى ما نريد،
أليس كل ما حققناه يومًا كان فكرة من قبل؟
أخبروني يا أصدقاء:
هل حققتم شيئًا كبيرًا كنتم تحلمون به وقد آمنتم أن هذا ما سوف يحدث؟ وهل فعلًا كل ما نفكر به نجذبه إلينا؟
التعليقات