حمار الوحش وقرحة المعدة، ما العلاقة؟
قرحة المعدة تسبّبها أسباب كثيرة، من زيادة الحامضية وبعض أنواع البكتريا. لكن واحدة من أهم الأسباب التي تساعد على تقرّح الأغشية المبطّنة لجدار المعدة، هو التعرّض لمستوى من الضغط والقلق العصبي.
ومن يتعرَّض للضغط أكثر من الحمار الوحش؟ إنَّه يحاول أن ينجو بحياته في كلِّ ركضة، عندما يحاول الهرب من مُفترس يحاول أكله.
رغم ذلك، لا تجد أنَّ الحمار الوحشي يُصاب بقرحة المعدة، في حين نحن البشر الذين لا يُطاردنا أسد من الأسود، نُصاب بالقرحة في كلّ حين. في الواقع قرحة المعدة هي السبب الأوّل والأشيع للنزف من الجهاز الهضمي.
ضغوط مختلفة، غير مستمرّة
رغم أنّ الحمار الوحشي يحاول أن ينجو بحياته في كل مطاردة، إلّا أنّه بعد انتهاء تلك المطاردة سيكون أمام نتيجتين: إمّا أن يؤكل، أو ينجو لأيّام أخرى، لا يفكِّر في أثناءها بما ينتظره في المطاردة التالية.
أمّا نحن البشر، فالضغوط التي نتعرّض لها مختلفة. ليس هناك أسد يلاحقنا، لكن في نفس الوقت، الضغط مستمر في كل وقت. والأسوأ: لا نستطيع القيام بشيء لإيقافه بالوقت الحالي.
قلق من إمتحان؟ قلق من حفل زفاف قادم؟ قلق من نتيجة طفلك في المدرسة؟ قلق من الأمور الماديّة؟ كلّ هذه الضغوط لا تنتهي في يوم وليلة، إنّها مستمرة، وليس هناك الكثير لنفعله لتهدئتها.
على المدى الطويل.. خسارة صحية
إذا كان الضغط على مدى قصير، فلن يكون تأثيره كبيرًا، لكنّه إذا طال لفترة مُزمنة، فلهذا آثار كبيرة على أجهزة جسمية متعدّدة.
القلب والأوعية الدموية: الضغط العصبي يجعل القلب يدق بسرعة، يرفع ضغط الدم، وعندما يزداد ضغط الدم داخل الشرايين، فإنّها تحاول أن تقوِّي عضلاتها، لكي تتكيّف مع ضغط الدم الجديد.
تخيّل أنّك تحمل خرطوم مياة في الحديقة، قارن ذلك بخرطوم الماء الذي يحمله الرجل الإطفائي، حتما حمل ذلك الخرطوم يحتاج إلى عضلات أكثر. هذا ما يحدث مع الأوعية الدموية، وعندما تتثخّن عضلاتها، تقلّ مرونتها ويزداد تضيّق الفتحة في الوعاء الدموي، بشكل يُعيق مرور الدم من خلاله أحيانًا.
الجهاز الهضمي: مع استمرار فترة الضغط العصبي، الجهاز الهضمي يحاول تقليل فعالياته، من يهتم للهضم وأمامنا ضغط كبير؟ عقلنا لا يفرّق بين ضغط حفل زفاف وضغط ملاحقة الأسد، هو يتواصل كيميائيًا بنفس النواقل العصبية التي تظهر في كلا الحالتين.
فلهذا، تجد أنّ من يتعرّض للضغط يسوءُ هضمه، بل أيضًا يعاني من الإسهال. هذه طريقة من القولون لإخراج الوزن الزائد الميِّت من الجسم. أكرر أن عقلنا لا يفرِّق بين أنواع الخطر، فيرى أنّ هذا الوزن سيكون عبئًا عندما يطاردنا الأسد!
الجهاز المناعي: الضغط العصبي يجعل الجسم في حالة تأهّب، ومنها إخراج الخلايا المناعية إلى وضع القتال. كثرة التأهّب وطول وقته يسبّب نتائج عكسية. تخيّل أنَّ هناك جيشًا مستعدًا للقتال في المُدن بين السكان. ستزداد احتمالية الحوادث، والقتل عن طريق الخطأ بين السكان. سيهاجم الجسم نفسه بنفسه. وهذا ما يجعل الأمراض المناعية أشيع عند من يتعرّض للضغوط المستمرّة.
الحلول؟
الكتاب يتعرَّض لحلول عادية، نعرفها جميعنا. بالنسبة لي أحببتُ الجزء الذي يشرح المشكلة ببساطة، من هذه الحلول:
- جد مخرجًا. الرياضة قد لا تنهي كل ضغوطاتك، لكنّها مخرج للعبئ الزائد.
- حافظ على علاقتك. التوتر يتغذّى على الوحدة.
- توقّع المستقبل، توقّع ما سيسبّب لك الضغط فلا تُفاجئ به.
- حاول أن تجد شيئا من السيطرة على الأمور خارج سيطرتك.
** هامش: صممتُ السلايدات بنفسي، شعرتُ بالملل أثناء الكتابة، فقلتُ أمتِّع نفسي وأمتّعكم!
التعليقات