كان أمر محبط للغاية أن أرى النتائج التي كنت أتوقعها أقل مما عولت، والأهداف التي وضعتها لم تتحقق كما كان يجب أن تكون !
لطالما قمت بوضع أهداف محددة نصب عيناي، وخططت بعناية فائقة من أجل تطبيقها، و بعد أن نفذت تلك الخطط؛ لم أفلح للوصول إلى أهدافي ! بعد تكرار الأمر عدة مرات، أصبت بالإحباط التام وركنت في منطقة الراحة التي تجعلني لا أبحث عن نجاح ما، وأكتفي بالمتاح .
وقلت كما يقول الكثيرون: ( النجاح ليس كل شيء ) إلى أن صادفت على أحد المواقع الالكترونية رد "جرانت كاردون" على ذلك بقوله : ( بالطبع النجاح ليس كل شيء، لكنه مهم والتقليل من هذه الأهمية بقولٍ مثل "النجاح ليس كل شيء" يمنحك عذرًا لتقييد رؤيتك للنجاح لنفسك وللإجراءات التي تتخذها. النجاح ليس خيارًا ، بل هو مهمة عليك تحقيقها !)
استشعرت هذا الرد كرسالة مقصودة فعدت لقراءة مصدر هذه العبارة وهو كتاب The 10x rule"" ، الذي يحمل بين دفتيه إجابة كاردون الشافية لكل من يهتم بتحقيق الأهداف ويبحث عن الطريقة المناسبة لذلك؛ فقدم إجابته بصورة (معادلة العشر أضعاف ).
يرى كاردون أن أكبر خطأ يرتكبه معظم الناس في الحياة هو عدم وضع أهداف عالية بما يكفي، وإن اتخاذ إجراءات مكثفة هو الطريقة الوحيدة لمعرفة إمكاناتنا الحقيقية !
واقتناعًا برأيه حددت لنفسي أهدافًا أكبر عشر مرات، مما أعتقد أنه يمكنني تحقيقه. وهذا تطلب أن أدرك جيدًا : مستوى الجهد والتفكير المطلوب من أجل هذا النجاح .
فمعادلة العشر أضعاف تعتمد على عاملين وهما :
تحديد أهدافًا تزيد بمقدار 10 أضعاف عما أعتقد أنني أريده
ثم قيامي بتطبيق 10 أضعاف الإجراء الذي أعتقد أنه مطلوب للوصول إلى هناك.
فمثلا: إذا كان هدفي هو الوصول إلى كسب عشرة عملاء شهرياً، فهذا يعني أنني سأبذل جهدًا مقدرًا من أجل ذلك. وسأستخدم وسائل وأدوات معينة لتحقيق هذا الهدف، ولكن وفقًا لمعادلة العشر أضعاف فينبغي أن يكون هدفي كسب مئة عميل شهريًا، بدلاً من كسب عشرة عملاء، ولابد أن تتوازى إجراءاتي مع الهدف؛ فأضاعف مجهودي وأستخدم أدواتي عشر مرات أكثر .
فإذا كنت سأحصل على العشر عملاء من خلاء عمل نشاط معين، أدعو عليه خمسون شخص، فهذا يعني أن علي توجيه الدعوة ل خمسمئة شخص أو مضاعفة عدد الأنشطة عشر مرات؛ لكي يصبح الإجراء متوازي مع الهدف .
ويقول كاردون: (هذا سوف يأخذك بعيدًا، لذا ضع أهدافًا تساوي 10 أضعاف الأهداف التي قد تحلم بها من أجل الذهاب إلى أبعد مما كنت تعتقد أنه ممكن .)
وأردف أن ذلك كله بحاجة إلى ( نعمة (الهوس ) فيحرضنا على وضع أهداف كبيرة جدًا حين نفكر بها نصل لمرحلة الهوس من أجل تنفيذها ،بحيث لا نكون محدودي الطموح.
إذ سيكون من الصعب تحقيق أي هدف تحدده ، فلماذا لا تضعه في مرتبة أعلى من البداية؟
التعليقات