بدأت العام الجديد برواية مميزة بداية من اسمها " كريسماس في مكة "، وكانت بداية موفقة وجذابة مشجعة على القراءة .

تتحدث الرواية عن قصة اجتماعية لفتاة تعيش مع والدتها الأرملة، ولا تعرف شيئًا عن عائلة والدها بعد وفاته بسبب مشاكل العائلة مع والدتها، ثم تقرر الأم أن تجمع بين الإبنة وعائلة والدها لسبب غامض يظهر من خلال الأحداث، وتختار مكان اللقاء مكة المكرمة، في ليلة الكريسماس .

المميز في هذه الرواية هي طريقة السرد التي اتبعها الكاتب، فكان ينتقل بين الأحداث على لسان الأبطال، لترى وجهات النظر المختلفة في حدث واحد تعددت الأطراف فيه، وكيف يكون كل شخص مُقنع في وجهة نظره ورؤيته للأمور، حتى انك تصل إلى حالة من التعاطف مع كل الأبطال .

تُمثل هذه الرواية عدة مواقف نمر بها في الواقع الذي نعيش فيه من حيث نظرتنا إلى العديد من الأمور المشتركة مع أشخاص آخرين، فكل منهما قد يرى أنه على حق من وجهة نظره، في حين أن الأخرين من وجهة نظرهم يروا أنهم على حق أيضا، ولو كل منا وضع نفسه في محل الأخر ورأي الأمر من منظوره، سيكتشف أنه لديه ولو قليل من الأحقيه في موقفه .

إنها من الروايات المؤثرة التي يمكن أن تؤثر في نظراتنا الى الأمور، بل وتفتح سُبل جديدة لإدراك المواقف التي يمكن أن تواجهنا في الحياة .

فمثلًا في البداية سيجذب الكاتب عاطفة القاريء جهة أحد الشخصيات النسائية في الرواية، ثم مع تطور الأحداث ستظهر له الحكاية من زاوية أخرى تجعله يدرك الموقف على لسان طرف أخر، لتظهر له الصورة كاملة ليبين أن إدراكه للأمر لم يكن كاملًا، وبالتالي اي انفعال او ردة فعل كونها أثناء قرائته كانت خاطئة .

هذا الأمر تحديدًا هو ما نعيشه كثيرًا في واقعنا، دائمًا ما نسمع الحكاية ونصدر أرائنا بناء على كلام أحد أطرافها، في حين أنه يوجد عدة أطراف أخرى في الحكاية لو سمعناهم ستتغير نظرتنا للموقف وإدراكنا له .

تصنيف الرواية: دراما اجتماعية

عدد الصفحات : 328

تأليف : أحمد خيري العمري