هل نجرؤ على تحدي الطبيعة؟ هل يمكن أن نتكلم عن كوكبنا الحي الأرض بطريقة أخرى؟ كوكب الأرض كوكب ضخم معلق في الفضاء المشبع بغاز الهليوم البارد الخالي من أسباب وجود الحياة، كما أن تركيب الكوكب الجيولوجي لا يمنح البشرية خيارات كثيرة فيما يخص الأمن و الأمان بصفة مثالية أو حتى بصفة مطلقة. في شتاء سنة 2018 مثلا، مات عشرون مواطنا أمريكيا بدون مأوى مجمدين بسبب وطأة البرد الرهيب التي كانت ذلك العام أكثر من المعتاد. و لا ننسى الفياضانات المرعبة في الفلبين و إندونيسيا أو الأعاصير المدمرة في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا أو الزلازل السنوية القاتلة في شبه جزيرة اليابان و التي أجبرت في يوم من الأيام الحكومة اليابانية على تقديم استقالتها إلى الأبد. فهل نستمر إذن في اعتبار كوكب الأرض كوكبا مضيافا أو أهلا لاستمرار وجود الجنس البشري؟ هل تصرون أن كوكب الأرض جنة الحياة و ليست جحيما مستعرا أو قحيما مخيفا صنعته كائنات فضائية حقيرة لتعذيب البشر؟
لماذا اعتبار الإنسان ابن بيئته؟ لماذا يجب أن نصدق أن كوكب الأرض صالح لحياة كل الكائنات بصورة طبيعية؟ ألن يتطور تفكيرنا قليلا فنستطيع تخيل عالم آخر لوجودنا الحتمي؟ نحن بشر، نحن أحياء، نحن نفكر و نحس و نحلم بغد أفضل دائما. نحن روحيا مجموعة من العواطف الجميلة التي تسمو إلى التكون و التكوين في الخيال و الحقيقة، كوننا قلوبنا و زمننا أساطير العبر و المثاليات. نحن محطة الأمل التي تبث النور الدافئ إلى كافة الأزمان و العوالم لتضئ و تضئ حتى تغمر الوجود و العدم بأشعة شمس الزوال الباهرة رمز الحياة و مصدر السعادة الأبدية و الحب بلا أرقام. هذه هي كلمات الشفرة المفقودة التي تقود إلى كوكب الدمى، أول موطن آمن للأرضيين. يجب تصديق وحي القريحة البشرية مثل الفن القصصي للوصول إلى نتيجة، العلم لم يجلب لنا إلا الويلات. نريد كلمات أجمل للإحساس بالأمان، فالأرقام لم ترحم أحدا يوما.
البشرية تستحق أحسن ما يكون من وسائل الحضارة المتطورة مثل تكنولوجيا المستقبل و السفر عبر أجواز إحداثيات الخيال، نحن البشرية و نحن أبطال التاريخ الكوني و نحن أمل المستقبل و الحاضر و الماضي أيضا إذا أراد سماحة كوكب الأرض، الذي لم يتدخل يوما لوقف الحروب العالمية أو انقاذ روائع الأدب العالمي من طي النسيان و متاهات الضياع، فكلنا اليوم نقرأ قصة سيد الإنتقام إدموند دانتس و لكن لم نرى يوما عالمه الخيالي الخالي من تأثيرات أشعة إكس القاتلة للإنسان التي يمتلئ بها عالمنا.
لا تتوقعوا أن تكون هذه الكلمات منسقة أو منظمة، نحن كائنات ذكية تولد و تترعرع ثم تفنى داخل منظومة كوكب لا نعرف عنه شيئا، و لذا فالخروج عن رياضيات الكون أحد الخيارات التي تفرض نفسها بشدة لتتبع أي أنظمة شبه آلية شريرة قد تكون منتشرة على كوكب الأرض قبل وجود البشر بملايين السنين. الحياة أثمن ما في الوجود، و لكن الأنظمة الآلية المتطورة مثل المغناطيسية الفضائية لكوكبنا لا تعترف بالمأثورات حتى الرائعة منها.
الإنسان كائن محب للرقي و التطور، و هذا بحق ما يجعل من كوكب الأرض الكارثي كوكب الرعب. المغامرة ستنتهي بانتهاء العمر الإفتراضي للمؤلف الذي يدعي أنه رأى ما لا يجب أن يرى. تابعونا في رحلة الهلاك نحو أصل الحياة!
فاصل
الصورة، سيارة البشرية أو آلة الزمن Delorean خرجت من مغارة الإنعدام لتكتشف الوجود برعب أنه صحراء العدم..