الإنسان كائن مميز، خُلق بغاية وهدف سامٍ، ولم يُوجد في هذا الكون عبثًا أو بلا غاية. كل تفاصيل الحياة، من عظمة الخلق إلى دقة النظم الكونية، تؤكد أن هناك حكمة عظيمة وراء وجودنا. لكن للأسف، قد يغفل البعض عن هذا المعنى، منشغلين بمتطلبات الحياة اليومية ومتاهات المادية.
الغاية من الوجود
قال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون" (المؤمنون: 115). هذه الآية تلخص رسالة عميقة، وهي أن الإنسان لم يُخلق ليعيش دون هدف. بل خُلق ليعبد الله ويكون خليفة في الأرض، يسعى في إعمارها بالخير والعدل والعمل الصالح.
الهدف من الوجود يتجاوز حدود الحياة المادية. فليس الهدف أن نعيش فقط لنأكل ونشرب، بل أن نترك أثرًا طيبًا ونساهم في تحسين العالم من حولنا.
التفكر في الخلق
عندما نتأمل في أنفسنا أو في الكون من حولنا، نجد أن كل شيء يسير وفق نظام محكم ودقيق. من حركة الكواكب إلى نبضات القلب، كل شيء يعكس عظمة الخالق. هذا التفكر يقودنا إلى إدراك أن وجودنا ليس عشوائيًا، بل هو جزء من خطة إلهية عظيمة.
مسؤولية الإنسان
إذا أدرك الإنسان أنه لم يُخلق عبثًا، فإن ذلك يضع على عاتقه مسؤوليات عديدة. أولها أن يعرف هدفه في الحياة ويعمل على تحقيقه. ثانيها أن يسعى للخير ويبتعد عن الشر، لأن الإنسان مسؤول عن أفعاله أمام الله.
كذلك، نحن مطالبون بأن نستغل وقتنا ومواهبنا فيما ينفع. فالزمن محدود، والفرص لا تعود، وكل يوم يمضي هو جزء من رصيد الحياة الذي ينقص.