القلب الأبيض مبرر للإساءة في العمل :

مما ينتشر في أيامنا هذه الإغراق في الشبهات والشهوات والتمادي في الذنوب والمعاصي، والتجرؤ على حقوق العباد، وتضييع حقوق رب العالمين علينا، ثم عند تذكيرهم بالله، وبالعمل الصالح، ولزوم حسن الخلق، وأهمية رد الحقوق، ووجوب ترك الذنوب، وأن الفساد الظاهر عاقبته خسران في الدين والدنيا، وضياع في الآخرة

عندها يكون الرد أعجب من العمل، وأخطر مما قال وفعل، حيث يقول: صحيح أعمالي سيئة لكن قلبي أبيض، وقلبي نظيف، أو يقول: الله أعلم بما في قلبي !!

والحقيقة أن العمل نافذة القلب، وما وقر في القلب صدقه العمل، فالظاهر إنعكاس الباطن>

وبحجة نقاء القلب، ضاعة الحقوق، وأُكِلت أموال اليتامى والمساكين، وظُلِم الخلق، واُعتدي على الأعراض، كل هذا يفعله وقلبه أبيض!!

فماذا بقي ليفعله أكثر من ذلك لو كان قلبه غير أبيض؟!

اتق الله، وحَسِّن عملك، فادعاء نقاء القلب لا يبرر فساد العمل، والذي يتعامل به ويحتاجهُ الخَلقُ منك هو العمل الصالح وليس إدعاء نقاء القلب.