كثير من شباب جيلنا يعانون من ازمة البحث عن البداية الحقيقية لحياتهم وطريقه تكوين المسارات التي يشعرون انها تشبههم وتعبر عنهم، مثل البحث عن الهوية او الهوايات، وعن المجال المناسب للعمل، وعن الشريك المناسب للحياة.
لكن اثناء هذا البحث ينزلق الانسان احيانا الى تجارب لا تشبهه، وقد يعلق بها سنوات طويله.
قد تفرض علينا مراحل التعليم مسارا لا نحبه ولا يعبر عن افكارنا، او تفرض علينا الظروف عملا روتينيا نكتشف مع الوقت انه يستهلكنا اكثر مما يبنينا، وقد تفرض الحياة ايضا علاقات سامة نعرف في داخلنا انها مؤذية، ومع ذلك نستمر فيها
المدهش بالنسبة لي ليس الوقوع في هذه الاختيارات فهذا طبيعي، بل ما يثير تعجبي هو الاستمرار فيها رغم الوعي بسلبياتها، ورغم الاعتراف الداخلي بعدم الرضا عنها ، كأن الاعتراف بالمشكلة لا يكون كافيا وحده لاستحداث خطوات جادة نحو التغيير، ربما لان الخوف من عواقب التغيير وتبعاته يبني داخلنا قناعه بضرورة التأقلم مع المسار الذي نعلم بداخلنا ان الاستمرار فيه يؤلمنا.
التعليقات