معضلة ثيسيوس وإسقاطاتها على الإستنساخ البشري


"إنك لا تضع قدمك بالنهر مرتين"

هكذا عبر الفيلسوف الإغريقي هرقليطس، عن فلسفته القائلة بالتغير المستمر أو الصيرورة. حيث أنكر الثبات على كافة جزئيات الكون، ليس فقط الإنسان، وتبعه في ذلك العديد من المفكرين على مر العصور..

وعلى النقيض جاء رأي مواطنه الشهير بارمنيدس، القائل بفلسفة الثبات، وأن كل ما هو موجود قد وجد منذ الأبد؛ حيث لا يمكن أن يولد شيء من لا شيء، وما ليس موجودا لا يمكن أن يصبح شيئا، أو يأتي إلى الوجود.

أما إذا جئنا لقضية الإستنساخ، فنذكر بداية بأنه ليس نوعا واحدا؛ إذ يوجد،

ـ الإستنساخ الطبيعي، والإستنساخ الصناعي، والذي ينقسم إلى:

- الإستنساخ الجيني أو الجزيئي

- الإستنساخ التناسلي أو استنساخ الكائنات الحية

- الإستنساخ العلاجي،

وهو الأكثر إنتشارا، حيث تتم من خلاله عمليات العلاج بالخلايا الجذعية، لمعالجة الخلايا المتضررة والمسببة للكثير من الأمراض.

وأرى أنه لا ضرر من مثل هذا النوع تحديدا من الإستنساخ؛ فنفعه أكثر من ضرره.

أنا أتحدث عن الإستنساخ للكائنات الحية( التناسلي).

هذا النوع تحديدا كان وما زال محل خلاف وجدالات لا تنتهي، سواء جدالات علمية أو دينية، أو حتى قانونية!

لكني أرى أن إستنساخ الكائنات الحية، يمكن أن يكون له جانب إيجابي، تحديدا عند إستخدامه لزيادة إنتاجية وكفاءة بعض الحيوانات "غير البشرية"

أما فيما يخص الجانب البشري، فلا أرى ان الأمر مُلح، أو لا غنى عنه.. فماذا سأستفيد أنا أو العالم إن تم إستنساخ شخص مطابق لشخص ما أيا كان، وإن كنت أظن أن تلك المطابقة لا يمكن الوثوق بها كذلك، تحديدا فيما يخص تطابق العقل الإنساني، ونشاطاته.

الإستنساخ البشري قد يكون له فوائد في قهر الموت رغم أن ذلك غير وارد في المستقبل المنظور.

هذا النوع تحديدا كان وما زال محل خلاف وجدالات لا تنتهي، سواء جدالات علمية أو دينية، أو حتى قانونية!

أجل فالدولة الوحيدة من الدول البحثية المتقدمة التي تسمح بإجراء أبحاث حول استنساخ البشر هي الصين.


فلسفة

مجتمع لمناقشة واستكشاف الأفكار الفلسفية. ناقش المفاهيم، النظريات، وأعمال الفلاسفة. شارك بأسئلتك، تحليلاتك، ونصائحك، وتواصل مع محبي الفلسفة لفهم أعمق للحياة والمعرفة.

8.34 ألف متابع