تذكر معي عزيزي القارئ احداث فيلم «spiderman 2»، والذي ظهرت فيه شخصية الدكتور اوكتوبوس المخيفة، وهو العالم المجنون الذي حول جسمه إلى مخبر بيولوجي حي، فصنع أربع أذرع إلكترونية من أنسجة بشرية مدمجة في ظهره موصولة بجهازه العصبي بحيث يتحكم فيها تحكما عقليا كاملا، هل يعد هذا اليوم خيالا علميا حقا، أم أنه أصبح واقعا ممكنا بالفعل؟

لا أريد أن أوقعك في ريبة يا عزيزي، لكن هذا هو الشعور الطبيعي الذي عليك أن تشعر به الأن، فقد أصبح أغلب علماء الاحياء ومطورو البرمجيات والهندسات الذكية اليوم يؤمنون بأن هذا القرن هو قرن السايبرغ( أي الكائن المزيج بين مكونات عضوية ومكونات بيوميكانيكية وشيفرات برمجة)، وأن السايبرغ سيتحكم في الكوكب بأكمله، بحلول نهاية القرن

وبالضبط كما تتنبؤ الديستوبيات الأدبية بوجود سيناريوين للمستقبل البشري في ظل الألة، فإن العلماء أيضا يتكهنون نفس الشيء: إما أن البشر سيطورون كائنات سايبورغية تصل في مرحلة ما لتكون أذكى من البشر، فنصبح اقل ذكاء منها، وبالتالي سوف تعاملنا كنباتات أو ككائنات اقل شرفا وقيمة منها، أو أنها ستتغذى من معارفنا -بما أن الألة قادرة على التعلم- لتصنع من نفسها قوة متحكمة تغزو العالم وتضعه تحت سيطرتها الكاملة، وينتهي المطاف بالبشر كعبيد وخدم راضخين لها، وفي كلا الحالتين سيكون المستقبل البشري وتطور البشر قرارا سايبورغيا وقتها.

مع ان صعود السايبرغ وطغيانه على الكوكب سيكون جزء من تطورنا كبشر، وهو الامر الذي بذأنا نلمسه اليوم في مجالات العمل المختلفة، لكنه مازال في البداية، ونخشى أن يأتي يوم الذي تمتلك فيه الألة حياة نفسية مستقلة، وقتها لن يكون للبشر مستقبل على هذه الأرض فعلا كما تقول الروايات.

في رأيك أنت إلى أي مدى يمكن اعتبار السايبورغ أمرا أخلاقيا؟ وهل تفوق الإنسان السايبورغ على الإنسان العادي هو تفوق عادل بالفعل؟ هل يمكن تقع في حب شريك سايبورغ في يوم ما؟ هل ستوافق على دمج آلة مبرمجة في جسمك لسبب تطويري أو جمالي؟ لو كان لذيك إمكانية أن تكون سايبرغ الآن، ماهو السايبورغ الذي ستختار أن تكونه ولماذا؟