تصالحت مع القطط ، ولكن رغم ذلك عانيت الفقد مرارا وتكرارا فبعد عودتي من اول سفرة لي إلى تركيا حيث أدرس الجامعة ، سألت عن القط ( Turgut ) فأجابني عمي أنه اختفى، وفي تركيا حيث أدرس كما أسفلت سابقاً عندما انتقلت إلى حي جديد لدراسة التخصص ، فبدأت أتعرف بدأ من الأطفال ومن ثم كبار السن وبالطبع قطط الحي ،وبينما كنت ألهو مع صديقتي الجديدة التي لم أكن قد سميتها بعد ، باغتتني مشهورة الحي.. صغيرة في السن كبيرة في الفعل ، قائلة :ماذا تفعل مع صديقتي!! ابتعدت قليلا وقلت لها: اسف لم أعلم أنها لك. ضحكت كثيراً علي

وقالت: امزح معك .. هذه ليست قطتي ، هذه صديقة الجميع تمالكت نفسي وسألتها : ما اسمك ؟

أجابت : Yağmur ( مطر ) وأكملت اسألتي بقولي : وهذه الصديقة ماذا سميتوها ؟

رفعت كتفيها وهي تنزل لتحمل القطة ، وقالت : لم نسمّها بعد ، فقلت والإبتسامة تعلو خدي: إذا من الآن فصاعدا أصبح اسمها kar ( ثلج).

وطبعا كما لم تكتمل قصص الخلود من قبل، فأتي الفقد وأعلن استمراريته في هذه السلسلة، بعد أن عدت من إجازتي الصيفية، وتحريت عنها في كل شوارع الحي حتى يأست .لم أستسلم لهذا العدو الذي يدعى (فقد) ولو أنه رجل لقتلته قبل أن يهيم بأرواح أحبابي . أكملت عامين بالتمام والكمال في الجامعة في تركيا ، ولكي أتحدى العدو المزعوم (الفقد )، نويت أن أتبنى قطة في شهورها الأولى ، فتكلمت مع معارفي في هذا المجال ، فأخبرني صديقي محمد بأن له صديقاً قد يكون مهتماً ببيعك قطة من عنده . اتصلت به على الفور وأخبرته بعزمي على شراء قطة في أول شهورها ،فأجابني : لقد وصلت ، ولكن ستكلفك الكثير لأنها من نسل جيد ولديها.. قاطعته : لا تهم التكلفة، ارسل لي صورها .

عندما وصلت الصور کنت في سريري محاولا النوم استغربت لسماع صوت التنبيه لأني بالعادة أقفل الهاتف قبل نومي ، ولكن لحسن وسوء الحظ أني كنت قد نسيت إطفائه.. أتاني الفضول وفتحت الهاتف على الرسالة واذا بها صورة صديقتي سكر التي ترائى اسمها في عقلي عندما رأيتها لأنها تشبه السكر . اتصلت عليه وأيقظته من نوم كان قد بدأ فيه للتو.. سأشتريها.. سأشتريها.. أيا كان ثمنها . سألني متى سأكون متفرغا لأخذها ؟ فأجبته : الآن.. غدا صباحا.. أي وقت تحبه....

ولكن لحظة.. سأعود بعد غدٍ إلى موطني وستبدأ إجازتي لمدة اسبوعين ، بعيدا عن صديقتي التي لم أراها بعد . عدت بعد اسبوعين وشوقي لها يناطح عنان السماء ، اتصلت به وأخبرته بعودتي وإرادتي الملحّة في تبني القطة سكّر ، ولكنه فاجأني بقوله : لقد انتقلت إلى صاحبٍ آخر .

كانت الصدمة!!!.

شعر من الأخت صفاء عصام عن قطها سكر الذي يشبه سكّرتي..

صباح الخير لا أكثر

صباحي لقطعة السكر

لوجه رائع المنظر

وقلب حجمه خنصر

شقي ذلك الأزعر

ويعشق تونة المتجر

وعند مصائب الدنيا يصير الكل كالعنصر

ينادي لست ألمح غيري، سواي أنا

ومن دوني يا ترى الأقدر

أألمحه بلا قدر

بلا وزن

أنا والطوفان من بعدي !

أنا الأشهر

وتمشي كويكبات حياتنا عجلى

ونمشيها كما لو أننا نبحر

أنبحر أفرادا لننسى همنا الأكدر

أم الآلام تسبقنا ويرسو شطها الأعسر

4.3.2020