لما يحتاج القرآن لتفسير؟
هل على ايام المسلمين الاوائل(الصحابة و التابعين) كانوا بحاجة لتفسير ايضا؟
وكذلك ما رواه روى البخاري: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان عمر يُدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وَجَد في نفسه، فقال: لِمَ يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيتُ أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليُريهم، فقال: ما تقولون في قول الله، -عز وجل-: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نَحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجلُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فذلك علامة أجلك، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا أعلم منها إلا ما تقول، تفرد به البخاري([2]).
وقد اشتهرت سؤلات نافع بن الأزرق لابن عباس رضي الله عنه في القرآن، وكان يسأله أسئلة كثيرة جدا.
ولا ننسى أن تفسير القرآن هو سبب نشأة علم البلاغة عندما سئل أبو هلال العسكري عن قوله تعالى :"أذلك خير نزلا ام شجرة الزقوم إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين"
فقيل له كيف يشبه الله طلع يعني ثمار شجرة الزقوم وهي مجهولة برأس الشيطان وهي مجهولة أيضا ، فهنا لم يتضح المعنى؟
فتدبر أبو هلال وقال أنها تشبه قول امرئ القيس:
ايقتلني والمشرفي مضجاعي......ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فشبه سيوفه الزرق المسنونة بأنياب الغول وهو مجهول ليلقي الرعب في نفوس عدوه.
والامثلة كثيرة جدا.
التعليقات