أليسَ حدّ الرّجم وحشيّا و بعيدا كلّ البعد عن الإنسانيّة ؟


أخي الكريم وجهة نظرك خاطئة، فاسمح لي أن اوضح لك:

  • فالدين ما شرع الله تعالى في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا فرق في ذلك بين العقائد والعبادات والمعاملات، والأخلاق، والحدود، فكل ما شرع الله فهو دين يجب الإيمان به، والسعي في تطبيقه وإقامته.

  • وإن البشرية في عصورها المتأخرة جربت المناهج الأرضية، والأفكار البشرية، فلم تجن من ذلك سوى الظلم والخراب والدمار والتخلف والتأخر، وانتشار الأمراض والأوبئة، وكثرة المجرمين والزناة والبغاة، وهم ينتقلون من قانون إلى قانون، ومن تشريع إلى تشريع، ظلمات بعضها فوق بعض ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) ولا خلاص لهم، ولا أمن ولا طمأنينة، ولا غنى ولا رفعة إلا فيما شرعه الله تعالى وأمر به . ( ذلك الدين القيم ولكن أكثرهم لا يعلمون )

  • وقد قرر الشرع الحنيف هذا الحكم الحاسم لسد ذرائع الفساد المترتبة على هذه الجريمة الشنيعة، كاختلاط الأنساب وانتشار الأوبئة والأمراض.

  • ولا شك أن العقل الصريح والنص الصحيح يتوافقان على وجوب العقوبة للزانيين بقدر يتناسب مع ما ارتكباه من خيانة، وكما قالوا: خانت فهانت، وإذا تركنا لكل معترض فرصة الاعتراض على أحكام الله تعالى لما طبقت الحدود، ولا أقيمت الشرائع، إذ لا بد لردع الجناة والآثمين من عقاب فيه إيلام يتناسب مع نوع الجرم وصفته.

  • فعلينا أن نوقن بأنه لا حكم أفضل من حكم الله جل وعلا، بل لا يوجد ما يضاهيه أو يدانيه، كما علينا أن نسلم لحكمه سبحانه، ونرضى به ولو لم يتبين لنا وجه الحكمة فيه.

هذه عدة نقاط متفرقة جمعتها من (إسلام.ويب)

يعني ألا يمكن فقط قتل الزّاني دون استعمال تلك " الوحشيّة " ؟

  • >وقد قرر الشرع الحنيف هذا الحكم الحاسم لسد ذرائع الفساد المترتبة على هذه الجريمة الشنيعة، كاختلاط الأنساب وانتشار الأوبئة والأمراض.

يمكن سجن المجرم مدى الحياة مع أعمال شاقّة مثلا.. !

ثمّ لو تمّ سجنه مدى الحياة، ربّما يأتي يومٌ تتبيّن براءته.. فلو تمّ قتله و ظهر أنّه بريء ( أوقعوا به مثلا ) .. ألا يكون هذا ظلماً صريحا بحقّه.

عقوبة القتل هي القتل، و عقوبة الزّنا القتل رجما حتّى الموت ؟ أمر غير منطقيّ..

ثمّ لا وجود للرّجم في القرآن الكريم، كانت هذه شريعة يهوديّة قبل أن تطبّقَ في الإسلام.

ثمَّ إن كانت ثابتَةً في الدّين فهذا لا يغّير من حقيقة كونها وحشيّة أو لنقل قاسية.

يعني ألا يمكن فقط قتل الزّاني دون استعمال تلك " الوحشيّة " ؟

أرجوك احترم الدين عندما تتحدث عن أحكامه، فأنت لم تصل للغاية بعد.

يمكن سجن المجرم مدى الحياة مع أعمال شاقّة مثلا.. !

اعلم أنه لو كان هذا خير لكان حد من حدود الإسلام، أما بالنسبة لحد الرجم ففيه أولاً رد كامل لكل من يفكر بالزنا، أي أن الإسلام حل المشكلة من جذورها، وثانياً كما ذكرت النقطة سابقاً أن الحد أتى ليناسب تماماً الجريمة، أي كما تدين تدان، ولك أن تقيس ذلك على من تشاء.

ثمّ لو تمّ سجنه مدى الحياة، ربّما يأتي يومٌ تتبيّن براءته.. فلو تمّ قتله و ظهر أنّه بريء ( أوقعوا به مثلا ) .. ألا يكون هذا ظلماً صريحا بحقّه.

الأمر ليس بهذه السهولة والبساطة التي تتحدث عنها، فإنه لا يكفي علم الحاكم بالفاحشة ليقيم الحد على العصاة، بل لابد من ثبوتها بشهادة العدول أو بالإقرار، وأما إن لم يعلم غيره فيندب الستر.

عقوبة القتل هي القتل، و عقوبة الزّنا القتل رجما حتّى الموت ؟ أمر غير منطقيّ.

من أشد؟ أن يقتل فلان فلان؟ أم أن يغتصب فلان فلانة؟

ثمّ لا وجود للرّجم في القرآن الكريم

السنة وحي من الله تعالى مبينة لكتاب الله تعالى، تفصل مجمله، وتخصص عامه، وتقيد مطلقه، قال تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (النجم:4)، وقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (النحل: من الآية44).

وقد ثبت ‏الرجم عن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم بقوله، وفعله، في أخبار تشبه ‏التواتر، وأجمع عليه أصحاب رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم. وقد أنزله ‏الله تعالى في كتابه، وإنما نسخ ‏رسمه دون حكمه.

كانت هذه شريعة يهوديّة قبل أن تطبّقَ في الإسلام.

أجمع العلماء على بطلان دعوى أن الرجم كان بحسب شريعة اليهود قبل نزول سورة النور، ثم صارت العقوبة بعد نزولها هي الجلد.

عقوبة القتل هي القتل، و عقوبة الزّنا القتل رجما حتّى الموت ؟ أمر غير منطقيّ..

بل هي منطقية تماماً لإعطاء أفضل الحلول وللقضاء على الفتنة، ولا تنسى أنّ الحدّ المقدّر في ذنب كفّارة لذلك الذّنب.

ثمّ لا وجود للرّجم في القرآن الكريم، كانت هذه شريعة يهوديّة قبل أن تطبّقَ في الإسلام.

سبق الرد في ذلك.

ثمَّ إن كانت ثابتَةً في الدّين فهذا لا يغّير من حقيقة كونها وحشيّة أو لنقل قاسية.

عليك الانتباه من قول هذا الكلام (راجع هذه الفتوى

، أخي الكريم خذ مني هذا القول: التين الشوكي ظاهره مؤلم لكن باطنه لذيذ حلو، كذلك أحكام الإسلام فرغم أن هذه الحدود ظاهرها شر لكن في باطنها خير كبير، كن على يقين من ذلك.

أرجوك احترم الدين عندما تتحدث عن أحكامه، فأنت لم تصل للغاية بعد.

أين الإساءة هنا؟

لا أرى أيّ قلة احترام، فقط تعبير عن رؤيتي و نظرتي للموضوع. و لي كامل الحقّ في ذلك.

أن الحد أتى ليناسب تماماً الجريمة،

لا أرى أيّ تناسب.. هناك الآلاف من العقوبات الرادعة دون اللجوء إلى رجم الإنسان بالحجارة حتّى الموت.

ثمّ حينما تتكلّم عن التناسب، كيف يكون حدّ القتلِ القتلَ و يكون حدّ الزنا القتلَ رجما بالحجارة.

من أشد؟ أن يقتل فلان فلان؟ أم أن يغتصب فلان فلانة؟

القتلُ أشدّ بالطّبع.

بل هي منطقية تماماً لإعطاء أفضل الحلول وللقضاء على الفتنة، ولا تنسى أنّ الحدّ المقدّر في ذنب كفّارة لذلك الذّنب.

لا أعلم من أيّ جهة تراها منطقيّة.

لنفترض أنّ هناك قوماً يرون أفضل الحلول الحرقَ حيّا.. هل توافق ؟

التين الشوكي ظاهره مؤلم لكن باطنه لذيذ حلو، كذلك أحكام الإسلام فرغم أن هذه الحدود ظاهرها شر لكن في باطنها خير كبير، كن على يقين من ذلك.

كالعادة، حدودٌ مثلُ القتلِ رجما تتنافى مع مفهوم الإنسانيّة التي يقولون أنّ الإسلام أتى بها.

ثمّ ما الّذي يقوله العلماء في كلام د. مصطفى محمود و عدنان ّإبراهيم في نفي وجود حدّ الرجم في الإسلام.

أين الإساءة هنا؟

الإسلام ليس دين وحشية كما تصفه.

لا أرى أيّ تناسب.. هناك الآلاف من العقوبات الرادعة دون اللجوء إلى رجم الإنسان بالحجارة حتّى الموت.

هذا الحل الجذري للمشكلة، عندما تكون العقوبة هينة، هذا سيدفع الناس -وخوصاً قليلي الإيمان- إلى الفاحشة، بينما عندما تكون هذه هي العقوبة فأنت ستكون مطمئن حتى لو خرج أهلك في الليل لوحدهم في الاضطرار، فلن يتجرأ أحد على النظر إليهم حتى.

القتلُ أشدّ بالطّبع.

القتل أشد ظاهرياً، لكن كـ كرامة وشرف وعرض إنسان فهذا أعظم، ونسيت أن انبه القارئ إلى أن حد الرجم حتى الموت هو للزاني المحصن (المتزوج) أما الزاني غير المحصن فعقوبته مائة جلدة.

لا أعلم من أيّ جهة تراها منطقيّة.

الزاني المحصن أساء إلى زوجته وأولاده والتي زنا بها وأهلها، وهذا ذنب عظيم، فهو غير أنه يستطيع ممارسة شهوته الجنسية بالحلال ذهب ليمارسها بالحرام، إنه يستحق هذا العقاب، وهو منطقي جداً.

لنفترض أنّ هناك قوماً يرون أفضل الحلول الحرقَ حيّا.. هل توافق ؟

قلت لك لو كان هذا خيراً لكان حكماً في الإسلام، الإسلام يعطي أفضل الحلول، وبالتالي أن أوافق ما يوافق ديني.

كالعادة، حدودٌ مثلُ القتلِ رجما تتنافى مع مفهوم الإنسانيّة التي يقولون أنّ الإسلام أتى بها.

وهل الاغتصاب من قبل رجل متزوج لا يتنافى مع الإنسانية؟!

ثمّ ما الّذي يقوله العلماء في كلام د. مصطفى محمود و عدنان ّإبراهيم في نفي وجود حدّ الرجم في الإسلام.

أنا ليس لي بهم، أنا افتح القرآن الكريم والصحيحين وأخذ برأي العلماء الثقات وكفى، لماذا اعقد الأمور والشيخ فلان يقول كذا وفلان يقول كذا، قال تعالى: ( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)

الإسلام ليس دين وحشية كما تصفه.

لم أقل أنّ الإسلام دينٌ وحشيّ، قلت أنّ حكم الرّجم بالحجارة وحشيّ و شتّان بين الاثنين، و طالما يوجد عدد مّن ينكرون وجود حدّ للرجم في الإسلام.

هذا الحل الجذري للمشكلة، عندما تكون العقوبة هينة، هذا سيدفع الناس -وخوصاً قليلي الإيمان- إلى الفاحشة، بينما عندما تكون هذه هي العقوبة فأنت ستكون مطمئن حتى لو خرج أهلك في الليل لوحدهم في الاضطرار، فلن يتجرأ أحد على النظر إليهم حتى.

ماذا عن القتل المباشر مثلا؟ أليسَ حلاّ جذريّأ.. هل يودُّ أحدهم أن يخاطر بالتعرّض لأعراض النّاس و هو يعلم أنّه سيُقتل ؟

القتل أشد ظاهرياً، لكن كـ كرامة وشرف وعرض إنسان فهذا أعظم، ونسيت أن انبه القارئ إلى أن حد الرجم حتى الموت هو للزاني المحصن (المتزوج) أما الزاني غير المحصن فعقوبته مائة جلدة.

القتل أشدّ في كلّ الأحوال. و الفتنة أشدُّ من القتل.. كيف يقارن الله عزّ وجل الفتنة و القتل طالما لم يكنِ القتل شديدا ؟

الزاني المحصن أساء إلى زوجته وأولاده والتي زنا بها وأهلها، وهذا ذنب عظيم، فهو غير أنه يستطيع ممارسة شهوته الجنسية بالحلال ذهب ليمارسها بالحرام، إنه يستحق هذا العقاب، وهو منطقي جداً.

كالعادة، هناك عقوبات منطقيّة رادعة دون اللّجوء للـ " وحشيّة " ..

قلت لك لو كان هذا خيراً لكان حكماً في الإسلام، الإسلام يعطي أفضل الحلول، وبالتالي أن أوافق ما يوافق ديني.

يستحضرني قولٌ لأحد الملحدين.. دينك هو تنفيذُ ما يُقالُ لك بغضّ النّظر عن منطقيّته أو صحّته أو حتى شعورك نحوه..

وهل الاغتصاب من قبل رجل متزوج لا يتنافى مع الإنسانية؟!

بالتّأكيد يتنافى مع الإنسانيّة. و يمكن علاجه دون اللّجوء " للوحشيّة ".

أنا ليس لي بهم، أنا افتح القرآن الكريم والصحيحين وأخذ برأي العلماء الثقات وكفى، لماذا اعقد الأمور والشيخ فلان يقول كذا وفلان يقول كذا، قال تعالى: ( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)

عدا القرآن، ما أدراك أنّ كلّ ما في الصحيحين صحيح، و أنّ كلّ أولئك العلماء منزّهون عن الخطأ لا يزلّون.

ذلك ليسَ تعقيد أمور، بل بحثاً عن الحقيقة.

لم أقل أنّ الإسلام دينٌ وحشيّ، قلت أنّ حكم الرّجم بالحجارة وحشيّ و شتّان بين الاثنين، و طالما يوجد عدد مّن ينكرون وجود حدّ للرجم في الإسلام.

أحكام الإسلام محسوبة عليه وكفى.

ماذا عن القتل المباشر مثلا؟ أليسَ حلاّ جذريّأ.. هل يودُّ أحدهم أن يخاطر بالتعرّض لأعراض النّاس و هو يعلم أنّه سيُقتل ؟

لكن هل سيعتبر الحاضرون كما يعتبروا عند الرجم؟

القتل أشدّ في كلّ الأحوال. و الفتنة أشدُّ من القتل.. كيف يقارن الله عزّ وجل الفتنة و القتل طالما لم يكنِ القتل شديدا ؟

القتل شديد نعم، لكن الزنا يترتب عليه مفاسد كثيرة ليس كالقتل، والله أعلم.

كالعادة، هناك عقوبات منطقيّة رادعة دون اللّجوء للـ " وحشيّة " ..

هل تظن السجن والأشغال الشاقة مدى الحياة أو القتل بضربة سيف مرضٍ للفتاة التي اغتصبت أو مرضٍ لزوجة المغتصب؟ لقد دمر حياتهما، لن يرضوا إلا عندما يروه يتألم قبل موته.

يستحضرني قولٌ لأحد الملحدين.. دينك هو تنفيذُ ما يُقالُ لك بغضّ النّظر عن منطقيّته أو صحّته أو حتى شعورك نحوه..

الأمر ليس هكذا بالضبط، فأنا نعم اتبع ما يقول ديني ، وبنفس الوقت لدي شعور اتجاهه، فإذا سئلتني عن حكم الرجم فرأي أنه حكم مناسب تماماً لشخص زنى وهو متزوج لأن هذا هراء بكل معنى الكلمة.

بالتّأكيد يتنافى مع الإنسانيّة. و يمكن علاجه دون اللّجوء " للوحشيّة ".

يمكن علاجه من دون وحشية، نعم، لكن هل من الضرورة أن يكون فعل ذلك هو الأفضل؟

عدا القرآن، ما أدراك أنّ كلّ ما في الصحيحين صحيح، و أنّ كلّ أولئك العلماء منزّهون عن الخطأ لا يزلّون.

صحيح ما قلته، لكن مسائل دينية كهذه معروفة منذ بعثة رسول الله وفيها حذر شديد، فقلما أن تجد عالم يخطئ في مسئلة كهذه، وخصوصاً أن هذه المسئلة فيها اجماع عند العلماء، نحن هنا لا نتحدث عن حكم حلق شعر الجبين أو حكم المسح على الخفين، نحن هنا نتحدث عن حد من حدود الله.

ذلك ليسَ تعقيد أمور، بل بحثاً عن الحقيقة.

البحث عن الحقيقة يكون بالبحث عنها في المكان الصحيح.


حدثني أكثر عن الإسلام

ببساطة .. مجتمع يتحدث عن الحضارة و الأخلاق والأفكار الاسلامية في تنمية وتطوير المجتمع ستكون مشاركتك هنا بمثابة صدقة جارية، بكتابة ومشاركة الاحاديث و الدروس التي تود نشرها لنشر الود و المعرفة.

5.6 ألف متابع