قرأتُ عبارةً تقول : " طالما كان المرء بحاجةٍ الى مدّ يده نهاية كل شهرٍ لجهةٍ ما من أجل الحصول على المال فإنّه في حالة عبودية ، بصرفِ النظر عن مكانته ولقبه أو الشيء الذي يقوم به " ..

استوقفتني هذه العبارة فهي على الرغم من مرارتها وازعاجها الا انها حقيقية ، في ذات الوقت تقافز الى ذهني رسم كاريكاتير لمجموعة من الأشخاص في ملابس رسمية يسيرون مقيّدين نحو وظائفهم صباحاً بنفس الطريقة التي كان يتم جمع العبيد بها في الماضي !

مخطئ من يعتقد باختفاء العبودية في القرن الواحد والعشرين ، العبودية لازالت موجودة لكنها تحوّلت فقط من النمط التقليدي الى أنماطٍ اخرى عديدة مغلفةً بغطاء حداثي يجعلنا عاجزين في بعض الاحيان عن استشفافها أو تمييزها ، وبرأيي أن الفرد يتحرر من عبوديته فقط اذا ما وصل لمرحلة كون اسمه " مُنفرداً " قادراً على جلب الموارد والفرص اليه ، وكافٍ لجذب الآخرين ممن يرغبون في العمل معه على اساسٍ تعاونيّ أو ندّي .

حقيقةٌ مزعجة ، لكن رؤيتها عارية أفضل بكثير من التظاهر بعدم وجودها .