يقال أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن هل تسري هذه القاعدة دائماً؟

الشخص المحروم من مشاعر الاهتمام والحنان ربما يكون أكثر الناس إعطاءاً لهما. عندما يريد الشخص أن يتعامل من حوله معه بطريقة معينة؛ فاقداً إحساساً، وراغباً في الحصول عليه؛ فإنه يحرص على الفيض بالمشاعر نفسها أملاً في استردادها بالمثل.

مثال آخر لاحظته كثيراً، وهو أن الفقراء أقل ميلاً نحو البخل، وأن غالباً الشخص المحتاج للمال كثير العطاء للمحتاجين مثله.

أحياناً يكون الحرمان والاحتياج محفزاً على العطاء، والسبب في رأيي هو أن الشيء الذي تفتقده بشدة يجعلك أكثر تعاطفاً مع فاقديه، وبالتالي الاهتمام الزائد بتوفيره لهم.

انظر في علاقاتك، لو وجدت شخصاً غزير الفيض بالمشاعر وكثير الرغبة في المساعدة، فلا تتسرع بالحكم بأنه مثير للريبة أو لطيفاً أكثر من اللازم، بل من المرجح كونه الشخص المحتاج إلى هذه المساعدة والمشاعر ولكن بات طلب هذه الأمور مدعاة للخجل ومثيراً للشفقة في قواعد هذا العالم الغريب.