ملاحظة 2: في مثل هذه المعتقدات، عدم الاقتناع بوجود خالق لايعني عدم وجوده
هذا صحيح تماماً، فكرة أنّني لا أرى دليلاً كافياً على وجود إله لا تنفي وجوده، قد يكون موجوداً و قد لا أحصل على الدليل الذي أريد أبداً، هذا لا يؤثّر على وجوده في شيء.
ملاحظة1: لا اتكلم هنا عن الاديان، مجرد الايمان بخالق.
أقدّر تماماً التفريق الذي تأسسه هنا، فالخالق مختلف عن الإله ناهيك عن أن يكون إله أحد الأديان، و لكن حتى القول بوجود خالق هو أحد التفسيرات للمشكلة الوجودية و هو لا يعني أنّك تنطلق من قصّة دينيّة ما هو فقط تفسير فلسفي لوجود الكون، وهو بالطبع لا يعني شيء بالنسبة لموضوع الألوهيّة.
وبما أن كلا المعتقدين (الايمان او عدم الايمان بالخالق) كلاهما غيبي
الإيمان بعدم وجود خالق له من قفزة إيمانيّة ما هو أكبر من الإيمان بوجود خالق، تحتاج دليلاً تجريبيّاً لتقديم هذا إدّعاء في إطار مادي و هو المعتقد الذي يحمله الإلحاد الإيجابي، و هم على وجودهم، قلّة قليلة و أرى أنّ ذلك الإدّعاء هو الأكثر تطرّفاً بعد إدّعاء وجود إله و نسبه إلى دين مُعيّن
بغض النظر عن الاديان، لن يخسر المؤمن شيئاً اذا كان الله غير موجود أصلاً، لانه سيموت هو والملحد ويختفي كلاهما من غير معرفة الحقيقة.
رهان باسكال؟ هنالك حالتان تفّند فعاليّة الرهان:
الأولى هنالك خالق و هو غير مُهتم بنا أو ليس هنالك خالق، بالتالي الربوبي و المُلحد و المؤمن هم على سويّة واحدة ما عدا أنّ المؤمن يضيع وقته في العبادات بينما المُلحد غارق في ملذّات الدنيا التي لن يعرف غيرها.
الثانية هنالك خالق، هو إله و يريد منّك عبادته، و ماذا لدينا؟ حاليّاً فقط هنالك حوالي الـ 4200 دين مُتضّاد في العالم، أنت مُلحد بـ 4199 إله، فأنت إن كُنت مسلماً مثلاً، فأنت حتماً لا تؤمن بالإله الذي صلب نفسه أو أرسل ابنه ليُصلب، بالنسبة للديانة المسيحيّة أنت معي في بُحيرة الكبريت، الفرق بيني و بينك أنّني مُلحد بإله واحد أكثر منك.
و إن فكرت بالأمر فالرهان يحمل إهانة صارخة للإله، أن تُمثّل أنّك تؤمن به فقط لتتقي ناره هو شيء مُهين لأي كيان، هذا الشكل من الإيمان يعامل الإله و كأنّه طفل صغير مع قوى خارقة و علينا اتقاء شرّه بأي طريقة، لا يُمكنك تصنع الإيمان فهو مرحلة أعلى من التصديق حتى و تصنّع وجود الإله لا يُثبت وجوده على أيّ حال، تخيّل أن يكتشف شخص ما أنّ زوجته تتصنع الحبّ له، هل سيكون سعيداً منها؟ أشكّ في ذلك ..
التعليقات