أتذكر دومًا عندما كنت طفل صغيرًا وكان والديّ يضرباني ويعنفاني لأسبابِ عدة، حينها قطعت عهدًا على نفسي بأنني لن أعامل أولادي أبدًا بهذا الأسلوب. أعتقد أن هذا كان الحال بالنسبة لأختي أيضًا، وأعتقد أنه كان الحال للعديد من الأطفال الذين عانوا من العنف بمختلف أشكاله مع أهاليهم. وأعتقد أن معظمنا قطع على نفسه هذا العهد، لن أقوم بضرب أطفالي ولن أستخدم العنف أبدًا!

تمر الأيام، وأجد أقراني الذين هم من سنّي يعاملون أطفالهم بنفس الأسلوب العنيف. نفس الألفاظ السلبية، نفس نبرة الصوت العالية، نفس أنواع الضرب. وحينما أسألها عن السبب، تقول لي أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي قد يفلح مع الأطفال! حقًا؟!

أتذكر أنني قرأت في كتاب "How Children Succeed" أحد الكتب المشهورة في التربية للكاتب "بول تاف" أن الأبحاث أثبتت أن الحنان والعطف والتربية الإيجابية قد تتسبب بتغير جذري في الجانب السلوكي للطفل، وأن هذا التغيير "كيميائي". أعتقد أنه بالمثل، العنف يؤدي إلى تغير جذري في الجانب السلوكي للطفل.

هذا الأمر سبب لي خوفًا مزمنا من إنجاب الأطفال أكاد أصفه بالفوبيا. أخاف أن يكون لدي أطفال أقوم بتعنيفهم وإخراج طاقتي السلبية وضغوطات الحياة المرهقة من خلالهم! فلماذا نقوم دائمًا بنقض عهودنا مع أطفالنا؟