اذا اتحد العرب في القريب سنرى فلسطين حرة ليس في الاحلام فقط بل في الواقع
برأيك متى سنرى فلسطين حرة ؟؟
الحمد لله الذي أعزّنا بحمل السلاح، وجعلنا مِن أهل الكفاح، وأعزنا بالجهاد، وأذل أهل الشرك والانبطاح.
لقد بعث الله تبارك وتعالى نبينا صلى الله عليه وسلم، والعرب في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء؛ أعرى الناس أجسامًا، وأجوعهم بطونًا، أمة في مؤخرة الأمم، غارقة في الحضيض، لا يُؤبه لها، ولا يُحسَب لها حساب، تخضع بالذل لكسرى وقيصر، وتنقاد لمَن غلب؛ قال تعالى: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ *}، [الجمعة: 2]، وقال تعالى:{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}، [الأنفال: 26]، قال قتادة رحمه الله في تفسير هذه الآية: كان هذا الحي مِن العرب: أذل الناس ذلاًّ، وأجوعه بطونًا، وأَبْيَنَه جهلاً، وأعراه جنونًا، قوم يُؤكَلون ولا يأكلون، مَن عاش منهم: عاش شقيًّا، ومَن مات: تردّى إلى النار، انتهى كلامه رحمه الله. ولقد دخل وفد مِن الصحابة على كسرى يزدجرد، يوم القادسية، يدعونه، فقال لهم: إني لا أعلم في الأرض أمة: كانت أشقى، ولا أقل عددًا، ولا أسوأ ذاتِ بين منكم، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم، لا تغزوكم فارس، ولا تطمعون أن تقوموا لكم، فأُسكِت القوم، فقام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فرد عليه، ومما قال: فأما ما ذكرتَ مِن سوء الحال؛ فما كان أسوأ حالًا منا، وأما جوعنا: فلم يكن يشبه الجوع؛ كنا نأكل الخنافس والجُعلان والعقارب والحيّات، ونرى ذلك طعامنا، وأما المنازل: فإنما هي ظهر الأرض، لا نلبس إلا ما غزلنا مِن أوبار الإبل وأشعار الغنم، ديننا أن يقتل بعضنا بعضًا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحد لَيدفن ابنته حية كراهية أن تأكل من طعامه. فهكذا كان حال العرب قبل الإسلام؛ قبائل مختلفة مفككة، متشرذمين متناحرين، يضرب بعضهم رقاب بعض، يكابدون اجلوع وقلّة ذات البين، وتتخطفهم الناس، فلما أنعم الله عليهم بالإسلام وآمنوا؛ جمع الله بالإسلام شتاتهم، ووحد به صفوفهم، وأعزّهم به بعد الذلّة، وأغناهم به بعد العَيلة، وألّف به قلوبهم؛ فأصبحوا بنعمة الله إخوانًا؛ قال تعالى: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}، [الأنفال: 63]، فزالت من قلوبهم الأحقاد والأضغان، وتوحّدوا بالإيمان، وأصبحت عندهم التقوى ميزانًا؛ لا يفرّقون بين أعجمي وعربي، ولا بين شرقي وغربي، ولا بين أحمر وأسود، ولا بين فقير وغني، نبذوا القومية ودعوى الجاهلية، وحملوا راية “لا إله إلا الله”، وجاهدوا في سبيل الله بصدق وإخلاص، فرفعهم الله بهذا الدين، وأعزهم بحمل رسالته، وأكرمهم، وجعلهم ملوك الدنيا وسادة العالم.
اذا عاد المسلمون لدينهم في القريب سنرى فلسطين حرة ليس في الاحلام بل في الواقع
التعليقات