لنقل أن معظم الناس ينفقون ما يعادل السبع أو الثمان ساعات يوميًا وهم نيام، مايعني ببساطة سيكون هناك 16 أو 17 ساعة لما تبقى من اليوم... أو لنقل 1000 دقيقة.

تعال لنأخذ هذه 1000 دقيقة كــ 100 مكعب، لكل مكعب 10 دقائق من يومك.. هذه المكعبات رصيدك من اليوم.. وإذا ما نفذت فهذا يعني أن وقت النوم قد حان.

_____________

من الجيد أن نقف قليلًا ونفكر كيف أننا نُنفق هذه المكعبات يوميًا.. كم منها أُنفقت لصنع مستقبلٍ أفضل؟ وكم منها أنفقت لتصنع شيئًا ما؟ كم منها أٌنفقت فقط هكذا.. هباءً منثورا؟ وكم منها أنفقت لتشارك أحدهم همًا ما؟ كم منها أنفقت لنفسك؟ ماذا عن كم أنفقت منها لجسدك؟ وكم لعقلك؟ أي المكعبات تفضلها؟ وأيهم لا؟

_____________

ربما في سياق الكلام أخدت تفكر في مكعباتك اليومية وطرق إنفاقك لها، مشاهدتك لمباراة تجمع فريقين من الدرجة الخامسة حتمًا ستكلفك 09 دقيقة في أفضا الظروف.. هل فعلًا هذه المباريات تستحق ال9 مكعبات؟

بينما انفاقك ل20 دقيقة يوميًا في قراءة كتاب ما هذا يعني أنك ستقرأ 15 إضافيًا في نهاية العام... هل هذا يستحق من لوحتك مكعبان؟

____________

ماذا لو أخذنا لوحةً أكبر!! لوحة لكامل حياتنا ووضعنا هذه المكعبات في داخلها.. كل لوحة تمثل أسبوعًا واحدًا... سأفترض أنك ستعيش إلى 80.. هذا يعني 3840 مكعبًا.. ولأفترض أنك في العشرين من عمرك هذا يعني أنك أنفقت مسبقًا 960 مكعبًا من حياتك، أي ربع عمرك ياصديقي العجوز في المستقبل قد ذهب للأبد.. ماذا عن الثلاث أرباع؟؟

___________

أرأيت.. هناك تفاصيل في غاية الصغر منها تصنع حٌيواتنا.. والجميل جدًا في الأمر أنك غالبًا أنت وحدك من يأخذ القرارات في كيفية ترتيب هذه المكعبات وانفاقها على الوجه الصحيح.. والمؤسف جدًا في الأمر أنك أنت وحدك ياصديقي من سُيحاسب على تبديد هذه المكعبات ولم يستغلها..

فإن خيرًا فالحمدالله، وإن غير ذلك فلا تلومنّ إلا نفسك.