غالباً، إذا كنت مهتماً بالتنمية البشرية، أو الهراء التحفيزي المنتشر على اليوتيوب، أو حتى كنت متابعاً لشخصية بارزة حققت الملايين من شيء ما، لنقل مثلاً اليوتيوب، التدوين، إلخ إلخ إلخ... قد سمعت عبارة "الطريق إلى النجاح في كذا"
حسناً، دعني أعطك زبدة الكلام، الطريق إلى النجاح في شيء ما، قابل للاستخدام مرة واحدة، من قبل شخص واحدة، فقط لا غير.
مثال حي، أو أمثلة حية عن هذا القانون الخفي الذي لن يخبرك به أحد:
بيل غيتس قام ب"استعارة" بعض الأشياء من آبل قبل أن يتركها، وذهب ليبني شركته المستقلة، حسناً الجميع قرأ قصة نجاح بيل غيتس وبنائه لمايكروسوفت، ولكن من السذاجة الإعتقاد أنه بإمكانك تكرار نفس الطريق الذي سلكه بيل غيتس، لا يمكنك أن تستعير بعض الأفكار من آبل وتنافسها، لأنه ببساطة، الفكرة صالحة لمرة واحدة.
على نطاق أضيق قليلاً، ملايين تطبيقات المحادثة الموجودة في غوغل بلاي، حسناً جميعها تحاول تكرار قصة نجاح واتساب أو فايبر، ولكن هل تنجح فعلاً؟ بالتأكيد لا، بإمكانك النظر إلى تطبيق بيب المدعوم من أقوى شركة اتصال تركية، لتجد مقدار الفشل الذي يعانيه رغم كل العروض التي تحاول دعمه ودفع الناس لاستخدامه... لماذا؟ ببساطة، لأن الطريق الذي سلكته واتساب لم يسلكه تطبيق آخر في نفس الوقت سوى قليل، وهذه المجموعة القليلة من التطبيقات كلها على مستويات متقاربة من النجاح، ولكن واتساب لا يزال في المقدمة بالطبع
على نطاق أضيق من كل هذا، مدونات المعلوميات والتقنية المنتشرة في العالم العربي، والتي كلها تسير سير المحترف للمعلوميات، حوحو للمعلوميات، والجميع يجاول أن يكون أمين رغيب الجديد، مهما كان أملك بهذا فلا يمكنك فعلا أن تنتهي كرغيب أمين بسلكك للمسار ذاته، لأن الأمر لا يعمل هكذا بهذه البساطة
غالباً طريق النجاح هو طريق يتلف بعد المشي للمرة الأولى عليه، وهو ما لا يخبرك به أغلبية الكتب والمحاضرات والفيديوهات على اليوتيوب، وهو أغلب ما ينساه، أو يتناساه الناجحون، وأغلب ما ينساه، أو يتنساه، متابعيهم ومعجبيهم.
الأمر الوحيد المؤكد بأمر "طريق النجاح" هو أنك إن لم تحفره بيدك، فلا معنى ولا داعي له.
التعليقات