حسناً، لنبدأ الحديث بالقول ان حياتنا كلنا مقرفة، ليست مسابقة من هو حياته الاكثر قرفاً، لن اذكر تفاصيل هنا، فلنقل فقط اننا كلنا نعيش حيوات مقرفة جداً، كافية لجعل الصخر يبكي، لا اريد ان ندخل في دوامة "انا لم انم الامس - انا لم انم منذ يومين - انا لم انم منذ يوم+ن حيث ن عدد بين الصفر واللانهاية يتزايد بتزايد ثقل الدم"

كلنا حياتنا مقرفة، وأنا من مكاني هذا، اقول ان حياتي هذه مقرفة، من كل النواحي، عدا واحداً صراحة، وهو ما يبقيني على قيد الحياة.

مع ذلك، احاول ان اكون هادئا قدر الامكان في التعامل مع هذا القرف المستمر الذي يدعى بالحياة، وهو ما يجعلني استغرب "تباً، لماذا لم اقع في اكتئاب مزمن الى الان؟" ومن ثم اتذكر انني "اوه، ومن يكترث؟"

اعتدت الى الان ان اتصرف ببرودة مع كل الاحداث السيئة التي تحصل معي، سواء كان الامر خطر على حياتي، او مشكلة مادية، معنوية، او اي هراء اخر في الحياة، منذ خمس سنوات والى الان اصبحت هذه الامور المقرفة اساسية في الحياة، وفي البداية -لاقول الصدق- لم اكن بهذا الهدوء، كنت متابعا شرسا للاخبار السياسية، اتحمس لكل حدث، اما الان، لا اكترث حقاً

ربما هذا هو الحل، لكل شيء في هذه الحياة المقرفة، عدم الاكتراث للاحداث التي تدور في العالم، وان يهتم كل انسان بنفسه، بعمله، بمن حوله، وليذهب باقي الكون الى الجحيم، لا احد يستطيع حمل ثقل كاهل كل هؤلاء، دون ان يكون في يده شيء، حسنا ربما كنت لافكر في حمل كل هذه الاعباء لو كنت قادرا على التأثير فيها، لو كنت قادرا على تغيير شيء، ربما كنت لافكر في السياسة، الظروف الراهنة، ولكن ما باليد حيلة، لذا لا داعي

منذ سنتين والى الان، اعيش حياة خالية من الاخبار، خالية من التشجيع، خالية من الاراء السياسية الحقيقية، خالية من الاراء الدينية، خالية من اي شيء من الممكن ان يسبب لي "وجع الرأس"... لم اعد اشارك في النقاشات السياسية والدينية سوى في النادر "لانني اعلم تمام المعرفة ان ارائي ليست مناسبة لاحد، وانني وصلت اليها عبر طريق من الصعب ان يسلكه شخص اخر"

في النهاية، الحل للهدوء والسكينة، والتعايش مع هذه الحياة المقرفة، يكمن في الهدوء والسكينة، والتعايش مع الحياة المقرفة، تقبل ان كل شيء كما هو، وان ما انت غير قادر على تغييره، انت غير قادر على تغييره، والابتعاد عنه، وعن التفكير فيه.

اشغل نفسك بحياتك انت، حياة من حولك انت، القرف الكامن فيها كافٍ حقاً، وهو قرف من الممكن ان تتعامل معه بشكل طبيعي، بكل هدوء، وبكل سكينة