أحب مجال علم النفس بجنون، أستمتع بالقراءة فيه، وكذلك علم الأعصاب وكل ما يتعلق به من أبحاث وإختبارات، بإختصار أنا شغوفة بكل العلوم التي تتعلق بالنفس البشرية، وتكشف أسرارها ..
منذ فترة وقعت عيناي على مقال يتحدث عن العقل اللا واعي، ويشرح كيف يؤثر في تصرفاتنا وقرارتنا بدون أن نشعر، وبالفعل وجدت حالة مشابهة لتصرف أقوم به دائمًا بشكل لا إرادي، بل ان هناك تصرفات كثيرة أقوم بها بشكل لا إرادي تمامًا، أركز فيها وأشعر بغرابة ما أفعله، لكن سرعان ما أتجاهلها لأني لا أجد تفسيرًا منطقيًا لها، فأبدأ في إقناع نفسي بأنها ليست بالأمر المهم، لكن بعد قراءتي لهذا المقال عرفت كلمة السر : العقل اللاواعي ..
حتى لا يكون الحديث غامض ومبطن بالمعاني، سأوضح لك ماهو تأثير العقل اللاواعي، من خلال تصرف أقوم به دائمًا الآن فقط فهمت تفسيره؛ عندما أتحدث إلى شخص ما كتابيًا، وأقول شيئًا لا أرغب بقوله وأندم بالفعل، لاحظت أن أول ما أفعله وأنا في حالتي الغاضبة هذه؛ أني أذهب لغسل يدي فورًا وبشكل مبالغ به، أغسلها بإفراط وأنا أفكر في الكلام الذي كتبته وما كان ينبغي علي فعل ذلك !
أقسم لك أني أستفيق بعد وقت طويل ويداي تحت الماء، لكن ماذا إن تفوّهت بكلام ندمت عليه ؟ تحدثت إلى شخص هاتفيًا أو وجهًا لوجه وندمت بعدها على كلمة تفوّهت بها ؟
لا شيء.. فقط ضحايا جدد : فمي وأسناني :) الحالة ذاتها أفكر في الكلام الذي قلته، وأنا أمسك فرشاة الأسنان وأغسلها مرة تلو أخرى حتى أهدأ، أعلم أنه تصرف غريب جدًا بل ومضحك ربما ..
الآن ما تفسير هذه الحالة ؟
الحالة المشابهة التي ذكرت في المقال؛ كانت دراسة قامت بها جامعة نورث ويسترن، حيث طلبت من مجموعة من الطلاب تذكر أفعال لا أخلاقية قاموا بها، بينما طلبت من مجموعة أخرى تذكر أفعالهم الرائعة كمساعدة شخص ما مثلا، أو أي فعل إيجابي قاموا به، ثم خيروهم ما بين هديتين: إما المناديل المطهرة أو قلم رصاص، وكانت النتيجة أن المجموعة التي تذكرت أفعالها السيئة إختارت المناديل المطهرة، كما لو كانوا يريدون تطهير ذاكرتهم أو ضمائرهم من الفعل السيء الذي قاموا به، ومن هنا وجدت تفسير لحالتي التي لازمتني لسنوات دون أن أفهمها، الآن بعد أن فهمت السر وراءها ربما سأغسل يداي أو أسناني بإستمتاع أكثر :)
وأنت ماذا عنك ؟ هل من تصرفات غريبة تقوم بها لا تجد لها تفسير ؟ شاركني ربما ساعدتك على تفسيرها ..
التعليقات