اشعر بان الموضوع سيكون محبطاً جداً رغم انني لم اكتبه بعد، ولكن علي أكون مخطئاً "اتمنى ذلك"
اتذكر في المرحلة الثانوية قام احد الاساتذة بلعبة صغيرة، طلب من الجميع فيها كتابة رغباتهم العلمية "ما يريدون تعلمه" في المستقبل على رأس صفحة في الدفتر.
من ثم طلب من الجميع الاجابة عن الاسئلة التالية
هل أنت جيد في ذلك "او في الامور الاساسية المتعلقة به بشكل مباشر"؟
هل لديك اطلاع على المجال ولو بشكل سطحي؟
هل قرأت كتباً عن المجال؟
هل تعرف أحداً بشكل مباشر تعلم عن المجال؟
ما هو هدفك من التعلم؟
هل لديك خطة لتحقيق هذا الهدف بعد تعلمه؟
ثم طلب من الجميع تمزيق الصفحة من الدفتر وتسليمها له دون شطب او تغيير اي معلومة فيها، وجمع كافة الاوراق
ما حصل هو ان اغلبية الطلاب كانوا يرغبون بتعلم الطب - الهندسة - البرمجة - علوم الحاسوب - الصيدلة - علم الفلك
في الحقيقة لم تخرج الاجابات عن الاجابات التي في الاعلى اطلاقاً، وهو امر مفهوم تماما لدى مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية المقبلين على الحياة.
ولكن المفاجأة كانت في رد الاستاذ
أخبرنا اننا جميعا لا نريد تعلم ما ذكرناه في الاعلى، وفسر ذلك.
الاغلبية اجابوا بأنهم جيدون فيما يتعلق بالامر، وهو امر جيد، ولكن ذلك وحده لا يكفي
اقل من خمس اوراق من اصل خمس وثلاثين ذكر فيها الاطلاع على المجال
لم يقرأ احد كتباً في المجال
الاغلبية اجابوا انهم يعرفون شخصا على الاقل تعلم المجال
الهدف، وهو ما فاجأ الاستاذ "اذ ان احداً لم يكتب كليشيه" تنوع بين التحصيل المادي السريع، او لان العائلة تريد... بينما كانت القلة تتحدث عن شيء من الاعجاب والاهتمام
لا احد لديه خطة فعلية، الكل يتحدث عن "العمل بشهادته" دون ذكر تفاصيل عن الموضوع.
بعدها فسر الاستاذ لنا ما حصل في حالتنا، وهو امر ما زال عالقاً في رأسي الى اليوم، كلما أردت ان أقنع نفسي أنني أحب فعل شيء ما في حياتي:
الجميع لديه أحلام عما يريد فعله وتعلمه في المستقبل، وهو أمر صحي جداً لحياة متزنة عقلياً، ولكن غالباً، هذا الحلم، لا يناسبك كشخص، ربما لتأثير من حولك على آرائك، ربما لكونك لم تخلق لهذا العمل، ربما لكون قدراتك غير مناسبة لهذا المجال... وهذه الاسئلة هي الابسط لمعرفة ذلك.
وعندها عليك معرفة اين تتوقف، لا "تحمل السُّلَّم بالعرض" وتدفع نفسك لعمل أشياء فقط لأنها الدارجة... وحتى ان اضطررت لفعل ذلك لسبب او لاخر، لا تحاول اقناع نفسك انك تحب هذا الموضوع
وختم في النهاية
من يحاول ان يفعل شيئا لا تقبله نفسه، لن ينجح.
شخصياً، انا احد اولئك المجانين الذين يعتقدون انه بامكان الجميع فعل كل شيء، لا اؤمن بخرافة المحدوديات السشخصية، اعتقد انه باصرار كافي يمكن لاي احد فعل اي شيء، ولكن ما ايقنته في نهاية المسار هو ان هذا الفكر يقترب بشكل خطر من التنمية البشرية، وليس واقعياً اطلاقاً
في كل يوم يتزايد اقتناعي بمقولة الاستاذ، كثير من الناس يحاولون كل يوم تعلم البرمجة ويفشلون، الكثير يحاولون تعلم اللغة ويفشلون، الكثير يحاولون النجاح في دراستهم في الهندسة، الطب، الاقتصاد، ويفشلون، رغم المحاولة، الاصرار، والتعب.
اعلم وجود الكثير من قصص النجاح التي كان فيها النجاح المبهر عبارة عن اصرار وعنادة، ولكن الكتب لا تذكر كل اولئك المصرين والعنيدين الذين لم يتسبب لهم ذلك الاصرار سوى بأمراض الضغط والتعب النفسي.
ما هو رأيك بهذا؟ هل تعتقد الانسان محدود بقدرات ما؟ ام انه مع الاصرار بامكان اي شخص الوصول لما يريد؟ هل علينا ان نقنع انفسنا اننا نحب امرا ما لننجح فيه؟
التعليقات