كثيرًا ما أشعر بأننا نعيش في عالم خيالي من الشر، يغطي القبح والفساد على ملامحه وكافة تفاصيله، أحيانًا يُخيل إليّ بأني أنشد الكمال في عالم غير مؤهل أصلًا للكمال والمثالية، لكن أعود أحاول مرة أخرى عن مبرر لتصرفات البشر مع بعضهم البعض، لتحولهم لمسوخ حقيقية، لا أجد .. حقيقة أجد نفسي غارقة وسط كم هائل من علامات الإستفهام والتعجب لا أجد مخرج منها ..
أية مبررات عليّ إيجادها هنا ؟ أي مبرر لتخلي الإنسان عن آدميته والمضي نحو الحيونة بخطى ثابتة وواضحة ؟
بإختصار هناك تصرفات ألاحظها يوميًا في الحياة الواقعية لا أفهم المغزى منها ، لا أجد مبررات لها .. لا أستطيع إيجاد مبرر واحد للطريقة التي يتعاطى فيها البشر مع بعضهم البعض ..
والأدهى والأعجب أن أي محاولة لتقويم المسخ الذي أمامك؛ تبدو مستحيلة .. مستحيلة حرفيًا .. لم يعد يسمع .. لا يشعر .. لا يفهم !
هذه أمثلة بسيطة على ما يثير حنقي وإستفزازي ..
التغذي على سحق الآخر: نموذج ذلك الشخص الذي يستمد قوته من سحق الآخر، منذ أيام سمعت بأذني أحدهم يقول بأن فلان :" مادة خام للتسلية" وبأنه بمجرد أن يلتقي بشخصيات مثل "فلان" ينتشي فرحًا فهو أمام مادة خام للتسلية والضحك، وإظهار الأنا المريضة ( هذا ما لم يقوله بالطبع)، مع العلم أن هذا الشخص نفسه فارغ ومريض، يستمد قيمته من إستعراض ممتلكاته، من حكاياته الخرافية التي تظهره بطلًا، والتي أقسم أن جميعها مؤلفة ووليدة اللحظة، إلى آخر ما يعانيه من إضطرابات حقيقية في شخصيته، عندما تفوه هذه الجملة ضاحكًا مفتخرًا، كنت أنا أستشيط غضبًا ولم أستطع صفعه بكلمة تعيده إلى أصله وتذكره بذاته الحقيقية، لأن "فلان نفسه" كان يضحك ويبتسم في محاولة لتلطيف الأجواء، حتى لا يظهر انه أخذ كلماته على محمل الجد !
الإستعراض بالماديات لدرجة يتحول فيها الأمر من فخر أو تقدير للنعم، إلى حالة مرضية كاملة، تحيل أتفه الأشياء وأسخفها إلى كنز، حالة تصور لك الحياة سباق .. يتنافس فيه الجميع على الصيد، صيد كل ما هو مادي للتظاهر والتفاخر به بين المسوخ المنافسة الآخرى ..
أنا لا أطالب بالمدينة الفاضلة هنا ، لا أحلم بعالم وردي يسوده الحب والسلام، لكنني أبحث عن ألف باء آدمية .. كل ما أراهم حولي مسوخ .. مسوخ هى الكلمة الأنسب لوصفهم .. فهل تشاركني هذه الحالة ؟ هل من نماذج أخرى تعاني منها ؟ وكيف تتصرف معها ؟
التعليقات