اولئك المستفزين الذين ينهون دائماً حديثهم بعبارات مثل: "نحن لا نريد سوى أن نراك ناجحاً" او "لا اريد منك سوى تعلم اللغة الفلانية"
من أنت اصلاً؟
استعجب من الناس التي تأخذ هذا النوع من العبارات كعبارات تحفيزية وخصوصاً للشباب، وخصوصا ان كان الشخص المتكلم لا علاقة له اصلا بما افعله... ادري انك متحمس وكل هذا وترغب حتما بأن اصبح انسانا رائعا، ولكن حقاً، صدقاً، هل تعتقد انني سأفعل كل ذلك لأجل عينيك؟
لمن يتبع هذا الاسلوب في "النصيحة" دعني اساعدك قليلاً، كي لا تستفز من امامك:
ان كنت اكبر ممن تخاطبه، وفي هذه الحالة تحديداً، لا تستخدم الاسلوب السابق في النصح، ولا تستخدم اسلوب "انا جاهز لكل ما تريد ان تسألني عنه"... فقط اخبره ان يبذل جهده وادعو له بالتوفيق، واخبره انك متوافر لاي مساعدة انت قادر عليها
لا تطلب منه وتنصحه بالبديهيات، لا تنصح طالبا في جامعة تركية ان يتعلم اللغة التركية مثلا، ولا تنصح عاملا حرا عن طريق الانترنت ان يبحث عن اعمال اكثر كسبا مثلا، هذه هي البديهيات التي لا يجب عليك تكراراها، وتكرارها يعتبر استفزازاً لا مثيل له
ابتعد عن اسلوب انا اكبر منك، انا اكثر حكمة، انا اقوى منك... فحتى لو كان هذا صحيحا لا يجب ان تظهره لمن تنصح... هذا مستفز حقاً، ويسبب الجلطة... فلتكن متواضعا ولو كان تواضعك مزيفا
لا تنظّر، وهذا يشمل كل انواع التنظير، من عبارات "لو كنت مكانك لفعلت كذا" والى "انت غبي لانك لم تفعل كذا" وحتى العبارة اللطيفة "لما لا تشغل عقلك وتفعل كذا"... صدقني اذا لم تكن صديقي المقرب جدا، بل اكثر من مقرب حتى... سماعي لهذه العبارات منك سيدفعني فقط الى شتمك الف مرة في قلبي
ابتعد عن الافتاء فيما ليس لك به علم... كأن تخبر مثلا شخصا مهتما بالتكنلوجيا ان عليه ان يفتح شركة او محل اصلاح حواسيب... اتذكر قولي لاحدهم انني استطيع برمجة المواقع لأتفاجئ بنصحه لي ان افتح محل انترنت... "كوفي نت" يعني... في تركيا...
في النهاية الموضوع موجه بشكل رئيسي لؤلائك الذين تخطو سن الثلاثين واعتقدوا انهم ختموا الحياة، ربما عليكم اولا ان تختمو اسلوب التعامل مع الاصغر منكم اولا.
هم اقلية ولكنهم يسببون الجلطة
التعليقات