في لحظة ما يكتشف الإنسان أن الضجيج الذي كان يظنه حياة لم يكن سوى ستار

وحين يسقط الستار يقف عاريا أمام ذاته لا جمهور ولا تصفيق ولا أقنعة

هناك فقط تبدأ الأسئلة الحقيقية

من أنا دون ما أملك

ومن أكون حين لا ينتظرني أحد

المجتمع لا يعلّمنا كيف نكون وحدنا

يعلّمنا كيف نبدو أقوياء وكيف نخفي التشقق

لكن القوة الحقيقية تولد في تلك اللحظة التي نعترف فيها بأننا متعبون

بأننا خائفون

بأننا لا نملك كل الأجوبة

في داخل كل إنسان مساحة صامتة

إن تجاهلها تحولت إلى ثقل

وإن أصغى لها تحولت إلى بوصلة

لسنا بحاجة إلى أن ننتصر دائما

نحتاج فقط أن نفهم لماذا سقطنا

وماذا بقي فينا صالحا للقيام من جديد

المجتمع الذي لا يسمح لأفراده بالانكسار مجتمع يؤسس للزيف

والإنسان الذي لا يمنح نفسه حق التوقف

يحكم عليها بالضياع البطيء

الوعي ليس في الإسراع

بل في معرفة متى نهدأ

ومتى نعيد ترتيب أرواحنا بعيدا عن أعين الحكم

وحين يفهم الإنسان ذاته

يصبح أكثر رحمة بالآخرين

أقل قسوة في أحكامه

أعمق في حضوره

لأن من واجه ظلامه

لا يخيفه ظلام غيره

لسنا مطالبين بأن نكون مثاليين

بل صادقين مع ضعفنا

فمن هذا الصدق وحده

يولد إنسان أصدق

ومجتمع أقدر على الحياة

السؤال

هل نمتلك الشجاعة لنواجه ذواتنا بصدق قبل أن تفرض علينا الحياة دروسها؟