كثيراً ما ننتظر مرور الزمن حتى ينسينا أحداث معينة تؤلمنا، أو ننتظر مرور الوقت حتى نتخلى عن عادة من الصعب التخلي عنها كالتدخين، أو نظل نفكر في حلول لصفة سلبية فينا كالعصبية أو الرغبة في إرضاء الآخرين أو الطيبة الزائدة أو القلق الزائد... وغير ذلك من الصفات والعادات.
مع أن واقع تجاربنا يؤكد أن مرور الزمن لا يغير من أي شيء بمفرده، بل تغيير الأشياء بالإرادة والفعل الإيجابي هو فقط ما يغيرها..
نحن ننظر لقوة النسيان إنها قوى سلبية كأنها تفعل مفعولها لا إرادياً، أو تأخذ مجراها في العقل بمعرفتها الخاصة دون تدخل إيجابي منا. رغم ذلك فنحن لا نعرف أصل تلك الفكرة ولا مدى صوابها..
ولم نفكر أن نستعمل قوى النسيان بإرادتنا الحرة وبمجهود إيجابي منّا، ولم يجرب أحد العصبيين بإصرار أن يطرد من عقله فكرة العصبية كل يوم وواظب على ذلك بجدية، ولم نواظب بإلحاح على طرد الأفكار التي تجعلنا نقلق أو نتصرف بتوتر.
وربما يرجع سبب ذلك إلى الفكرة الشائعة التي اقترحت على شخص أن يبعد ذهنه عن التفكير في "الفيل"...فوجد هذا الشخص ان كل ما يفكر فيه هو الفيل...لكن ببساطة يمكننا أن نؤاخذ هذا الشخص أنه انهزم سريعاً أمام فكرة "الفيل" ولم يثابر كل يوم وكل لحظة ولم يكمل جهود عقله حتى يبعد "الفيل: التدخين، العصبية، طلب رضا الغير..." عن تفكيره.
ما الذي يمنعنا من توجيه قوة النسيان بوعي كما نوجّه الانتباه أو التركيز برأيك؟
التعليقات