أثير أمامي ذكر رجل ثري في منطقتي السكنية وعلمت أنه ينوي تخصيص قطعة أرض كبيرة لبناء مقابر للفقراء أو ما يشبه مقابر الصدقة!

لا أعلم لماذا تملكتني دهشة وضحك بائس وقلت في نفسي: يا له من رجل تقي! يعرف مصلحة الناس أكثر منهم ويفكر لهم في أخراهم قبل دنياهم! الإشكال أن هذا الرجل يحسب نفسه متدينا ولكنه الا يعرف قوله تعالى: ومن أحياها فكانما احيا الناس جميعا؟ فالانفاق على الناس واطعامهم وإعمار دنياهم في هذا الزمن الصعب أولى من التفكير في آخرتهم.

شبيه بهذا التفكير المقتدر الذي يحج أكثر من مرة ولا يتصدق بأموال الحج على الناس مع أن فريضة الحج تسقط بعد أول تأدية لها! للأسف الكثير من الناس يصدق فيهم قول ابو العلاء:

توهمت يا مغرور أنك دين *** علي يمين الله ما لك دين

تسير إلى البيت الحرام تنسكا*** ويشكو لك حار بائس وخدين!