يمكن القول إن الفرح حق مشروع والاحتفال في المناسبات يبعث البهجة ويجسد روح التضامن الاجتماعي وفي مجتمعاتنا العربية اعتدنا أن يكون الفرح جماعيًا يمتد من البيت إلى الشارع خصوصًا في الأفراح والأعياد كجزء أصيل من ثقافتنا الشعبية

لكن هذه الممارسات كثيرًا ما تتحول إلى مصدر إزعاج حقيقي أصوات الموسيقى المرتفعة حتى ساعات متأخرة من الليل إغلاق الطرق أمام المارة وعدم مراعاة كبار السن أو المرضى أو الطلاب الذين يحتاجون إلى هدوء كل هذا يجعل الفرح يتحول إلى عبء على الآخرين

هذه الظاهرة تكشف ضعفًا في ثقافة احترام المجال العام فالمبالغة في تقديس الحق الفردي دون موازنة مع حق الجماعة تولد سلوكيات ضارة فالحرية الشخصية تنتهي عند حدود حرية الآخرين وهو مبدأ إنساني قبل أن يكون قانونيًا

الاحتفالات الصاخبة قد تجرح من حولنا دون قصد فهناك من يعيش حزنًا أو يعتني بمريض أو يبحث عن السكينة ليجد الفرح المبالغ فيه يتحول إلى عبء قاسٍ عليهم