صارحني أحد أصدقائي أن أحد أقاربه جاء يوم يشكوه ضيق الحال وطلب منه مبلغ كبير نسبياً على سبيل السلف وقد وعده أنه سوف يقوم بإرجاعه خلال شهر على الأكثر.
مرت شهور ولم يسمع صديقي من قريبه أي شيء فذهب إليه، واستقبله قريبه استقبال حسن ووعده بإرجاع المال "قريباً" وتمر الأسابيع وصديقي لا يسمع غير الوعود ولا يرى غير الابتسامات...لكن هذه الابتسامات تتخذ شكل أقرب للبرود كل مرة وتتغير الوعود إلى لهجة سأم وفتور يخاطب بها صديقي الذي من المفترض أن يرجع إليه ماله، وأصبح القريب يتهرب من صديقي ولا يرد على مكالماته حالياً.
الأساس في أي معاملة هي الثقة وأن كل طرف يوفي بوعوده ويهتم لحقوق الآخرين، لكن يحدث أن بعض الناس لا تهتم لحقوق غيرها طالما هم غير مجبرين، ولا نستطيع أن نعرف ذلك مسبقاً بل هي نتيجة التجربة.
وليس من المعقول أن نتعامل مع الجميع من منطلق التخوين وعدم الثقة فنجعل هذا يوقع على تعهد دفع، ونجعل هذا يوقع على استلام نقود، فهذا السلوك ينفر الناس ويبعث برسالة واضحة للجميع: أنا لا أثق بكم.
برأيك كيف نوازن بين ضمان حقوقنا المالية وبين مشاعر الآخرين في تعاملاتنا اليومية؟
التعليقات