في العمل وفي أي نزاع نكون معرضين لادعاءات باطلة أو اتهامات من الطرف الآخر، وفي كثير من الأحوال لا نعرف إلى أي مدى قد يمتد النزاع فهو قد يتسع وتزداد العداوة، أو لا يمتد النزاع وتقتصر الخصومة على جولة واحدة وتكون عبارة عن: شكوى، ورد عليها فقط.
من الأشخاص من يرى أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، فلو بدأ معه شخص بخصومة يحب أن يبدأ الهجوم فوراً حتى لا يطمع غريب أن يأخذ حقه، وهو يفعل ذلك مدافعاً عن هيبته وحقه ويطبق مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع.
غيره من الأشخاص يرى أن استخدام الهجوم من أجل الدفاع قد يكون هو السبب في اتساع الخصومة وتشعبها، فهو يرى الهجوم كنبوءة محققة لذاتها، فالطرف الآخر قد لا يكون راغباً في توسع النزاع لكن بسبب هجوم الطرف الأول عليه يدفعه ذلك للتمادي في الخصومة، وبذلك تتشعب الخصومة وتزداد وتحقق النبوءة ذاتها.
نواجه أمثلة لهذه المعضلة كل يوم فنراها في بيئة العمل: فنرى موظف يتعرض لشكوى من زميله. وبدلاً من الرد على الشكوى فقط، يبدأ بجمع شكاوى مضادة وتقديمها ضد زميله، كنوع من الضغط حتى يتنازل الطرفان بالتساوي.
ونراها في النزاعات الأسرية: زوجة تتقدم بدعوى نفقة وتبالغ في ادعاءاتها بشأن مرتب زوجها، فيرد الزوج فورًا بدعاوى مضادة (إسقاط حضانة، أو دعاوى تشهير، إلخ) حتى يردعها.
برأيك هل الهجوم خير وسيلة للدفاع، أم هو نبوءة محققة لذاتها؟
التعليقات