في الفترة الأخيرة صرت أشعر أني أبتعد عن نفسي أكثر مما أقترب. أضحك قليلًا، وأصمت كثيرًا، وكأن كل ما بداخلي ينهار ببطءٍ لا يراه أحد. أحيانًا أستيقظ وأنا لا أملك رغبة في أي شيء، لا في الحديث، ولا في الدراسة، ولا حتى في مجرد الجلوس مع من حولي. كل شيء فقد بريقه، كأن الحياة فقدت طعمها.

أكتب هذه الكلمات وأنا خائفة… خائفة أن يكون ما أمر به ليس مجرد حزن عابر، بل اكتئاب يتسلل إلى داخلي يومًا بعد يوم، يسرق مني القدرة على الفرح، ويزرع مكانها فراغًا مخيفًا.

لا أريد أن أصل إلى مرحلة أصعب، ولا أريد أن أجد نفسي غارقة في ظلام لا أستطيع الخروج منه. لكنّي أشعر أنني بالفعل على الحافة، على مسافة خطوة واحدة من الانزلاق.

الناس من حولي يظنون أنني بخير، أبتسم كيلا أقلقهم، وأخفي كل ما أشعر به، لكن في داخلي عاصفة لا تهدأ. أحاول أن أتمسك بأي شيء ينقذني: بدعاءٍ في السجود، أو بكلمة طيبة، أو حتى بدفتر أكتب فيه وجعي.

أخشى أن يأتي يوم لا أستطيع فيه حتى الكتابة… عندها لن يكون لديّ سوى الصمت.