هل يُقسَّم الحب؟


من الناحية الشرعية، الله سبحانه وتعالى أباح للرجل التعدد بشرط العدل، قال تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ [النساء: 3].

والعدل المطلوب هو في الأمور التي يملكها الزوج كالنفقة والمبيت وحسن المعاشرة، أما الميل القلبي فخارج عن إرادة الإنسان، وقد كان رسول الله ﷺ يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك، والمقصود به الميل القلبي.

والأصل في تعدد الزوجات ليس مجرد النزوة أو الرغبة، وإنما لتحقيق مقاصد سامية، منها إيواء اليتيمات، ورعاية الأرامل، وصون المطلقات، وحفظ المجتمع من الفتن. وهذا ما ظهر جليًا في سيرة النبي ﷺ؛ فقد عاش مع السيدة خديجة رضي الله عنها وحدها نحو خمسة وعشرين عامًا ولم يتزوج عليها حتى توفيت، وكانت أحبّ الناس إليه في تلك المرحلة، ثم بعد وفاتها تزوج بأرامل ومطلقات لحكم ومصالح شرعية، ولم يتزوج بكرًا إلا السيدة عائشة رضي الله عنها، وكانت هي أحب زوجاته في ما بعد.

فميل القلب لواحدة لا إثم فيه ما دام لم يُترجَم إلى ظلم أو تفضيل ظاهر يجرح الأخريات، لكن الواجب على الزوج أن يجتهد في العدل الظاهر الذي أمر الله به، وأن يتقي الله في جميع زوجاته.


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

91.2 ألف متابع