لست مهتما بأي شكل من أشكال ادعاء الثورية والنضال، يقبع داخل كل كاهن ثوري دكتاتور مكبل بقيود الانفعالات والتجارب البافلوفية المباشرة، وسرعان ما يتحول بعد الخطاب إلى قرد مهووس بالأنا. غير أني كلما نظرت إلى وجوه خمسين طفلا-ضحية في مقتبل العمر يؤمنون بيوتوبيا الدراسة وبوهم المستقبل، أتخيلهم عبيدا رازحين تحت ملايين الأطنان من الوراثة والصدف السيئة، لا أراني جزءا من أي طبقة أو فئة، ولا أشارك أحدا همومه الوجودية وظروف اقتياته، غير أن لساني سرعان ما يتدلى لأقول لهم عن حقيقة مصيدة الفئران الواقعين فيها، ثم يعود لمحجره، لأني لست نبيا ولا مبشرا، بل مجرد فأر ولد في المصيدة مثلهم تماما، ويرفض ولادة آخرين تحت أسنانها.
مصيدة
النص قاسي، صادق، ودامي…فيه رفض ليس فقط للادعاء، بل أيضاً للانتماء، حتى لألم مشترك.
ويمكن دي أكبر مأساة: إنك توصل لدرجة من الوعي تخليك ترى الفخ لكن لا يمكنك تفكيكه لا عن نفسك ولا عن غيرك.
ربما حتى لو لم يحررنا هذا الوعي ، قد يحمي غيرهم أو يجعلهم يرون المصيدة قبل ما تُغلق تمامًا؟
مش دايمًا لازم نكون أنبياء أو ثوار…
أوقات بيكفي إننا نكون “شهود” على الخراب، بس شهود واعيين، ينقلوا الرؤية قبل ما تُمحى
هل الوعي بالمصيدة بيخلينا أحرار من الداخل؟
ولا بيضاعف شعورنا بالعجز، لأننا بندرك القيد من غير ما نقدر نفكّه؟
التعليقات