قد يبدو الزواج المبكر خيارًا جريئًا في زماننا حيث نُطالَب دومًا بتحقيق الذات أولًا وإنهاء الدراسة وبناء مستقبل مهني قبل التفكير في شريك حياة يقال كثيرًا إن النضج شرط أساسي للزواج لكن هل يرتبط هذا النضج بالسن فعلًا؟ أم بطريقة التفكير والاستعداد لتحمل المسؤولية؟ صديقتي على سبيل المثال تزوجت في عمر العشرين وقتها رأى البعض أنها ما زالت صغيرة وغير مهيأة لهذه الخطوة لكنها كانت تقول أنا اخترت شريك حياتي بعقل وتحملت مسؤولية قراري وأنا سعيدة بذلك وبعد مرور عشر سنوات يمكن القول إنها نجحت في بناء علاقة مستقرة نضجت مع الوقت في المقابل زميلة أخرى كانت تؤمن بضرورة الانتظار حتى تستقر مهنيًا وتحقق ذاتها أولًا فرفضت أكثر من فرصة في العشرينات لكنها مع دخول الثلاثين بدأت تشعر بقلق داخلي وبوحدة لم تكن تتوقعها وقالت إنها تشعر أحيانًا بالندم على فرص كانت تبدو لها غير مناسبة لكنها تراها اليوم أكثر نضجًا مما كانت تظن تُظهر هذه التجارب أن توقيت الزواج ليس قاعدة ثابتة بل تجربة شخصية تختلف من شخص لآخر فما نراه مبكرًا لدى البعض قد يكون ناضجًا عند آخرين
لماذا نخشى الزواج المبكر؟ .. ولماذا نندم حين نتأخر؟
أرى أنه بالنسبة للفتاة و خاصة في مجتمعنا العربي أن تصل التعليم بالوعي الذاتي و تحسين قدرتها على الفهم و التعلم أضافة إلى الزاد المعرفي لتصب كل هذا في تنشئة جيل خلوق واعي متقف حيث يكمن دورها الطبيعي و ليس في التفكير بإنشاء مستقبل مهني لأن هذا المستقبل سيجعلها تتخلف عن دورها الطبيعي و أيضا سيجبرها أن تضحي بأشياء قد تندم عليها لاحقا ومن اهمها تكوين استقرار أسري و هذا لا يعني بأنها لا يمكن أن تلج سوق العمل إلا أنه لو وجدت زوجا يعطي كل ما تحتاجه من الأفضل أن تكون بدورها الطبيعي أي ربت بيت و ربت الاجيال
في رأيي الحديث عن دور الفتاة لا يجب أن يكون بهذه الثنائية الحادة بين "البيت" و"المستقبل المهني" كأن وجود أحدهما يعني بالضرورة غياب الآخر فكم من نساء صنعن بيوتهن بحب ووعي وهن في الوقت ذاته ناجحات ومؤثرات في مجالات عملهن الأمر لا يتعلّق بتخلّي المرأة عن دورها الطبيعي بل بفهمها لهذا الدور على نحو أوسع وأنها تستطيع أن تبني جيلاً ناضجاً سواء من داخل بيتها أو من خلال كونها قدوة فاعلة في المجتمع الوعي الذاتي ليس بالضرورة بوابة للبيت فقط بل هو ما يتيح للمرأة أن تختار طريقها عن قناعة لا عن إملاء فالمشكلة ليست في العمل أو في البيت بل في الاختيارات غير الواعية التي تُبنى على الخوف أو التقاليد أو الصورة النمطية لا على الذات وقيمها وظروفها الخاصة
ليس الأمر متعلق بثنائية العمل و المنزل عند المرأة بل الضرفية و الواقع المطروح في مجتمعنا اليوم الذي يلزم بالكثير من التضحية في سبيل تحقيق أهداف ذاتية إضافة إلى ضريبة الوقت ، صحيح ان هنالك حالات واستتناءات عديدة جمعت ما بين الاتنين لاكن دائما ما تجد الضرفية الملائمة التي تساعد في هذا التحقيق على سبيل المثال أن تكون الفتاة او المرأة من طبقة ميسورة و داعمة لها هنا تكون مكتفية من مواريد عدة و خالية من ضغوطات احتياجاتها الخاصة لاكن إن عكسنا الأمر ووضعنا في الصورة شخصية في بداية رحلة تكوينها الذاتي دون أي دعامة معتمدة فقط على ذاتها يكون الأمر جد صعب في التوفيق ما بين البيت و إرادتها المهنية بكل موضوعية ستجبر على اخد اختيارات ستكون على صالح محيطها الاسري هذا إن استثنينا أيضا بعض حالات النجاح التي تكون ذاخل محيط الأسرة نفسه اي تنطق برحلة نجاحها من ذاخل بيتها و ليس بايجار وجودها الزمني لطرف آخر معين سواء شركة منظمة أو أي كان
و إن لم يكن هناك وقت كافي و كثير لقضائه مع اسرتك اطفالك و زوجك لا تخبرني بأي نجاح و تكوين للاسرة فقط بالغالب هذا ماتظنونه أن الأمر جيد بينما الأمر هو رضوخ لنزوات ذات مهيج خارجي تجعل المرئ رومانسيا حلاما غير مدرك لما يدور في الأرجاء
التعليقات