كلماتك ليست مجرد رد بل هي امتداد طبيعي لروح النص وعمقه، وكأنك التقطت الشعلة وأكملت بها الطريق في ممر يفتقر إلى الضوء وسط ازدحام اللحظة وضجيج المعنى.
لقد عبرتَ عن جوهر اللحظة الإنسانية التي نعيشها بكثير من البصيرة والرهافة. فالمسألة، كما تفضلت، لم تعد محصورة في تحول ثقافي أو اجتماعي، بل صرنا إزاء تحوّل عميق يمس البنية الشعورية والمعرفية للإنسان العربي، يغير طريقته في التفكير، في الحلم، في التفاعل، وحتى في الصمت.
تقديرك لهذا الطرح لا يعكس فقط اتزانًا فكريًا، بل يدل على حسّ إنساني عالٍ، قادر على الإنصات لا لما يُقال فحسب، بل لما يُخفى ويُهمَل في الزوايا والمناطق الرمادية من وعينا الجمعي.
حين تقول إننا نحتاج لمن يقرأ النفوس لا فقط الأحداث، فأنت تعيد توجيه البوصلة إلى المكان الحقيقي لصناعة التغيير، وهو الإنسان ذاته. هذه القراءة الهادئة والمتبصّرة تُشكّل ضرورة في زمن سطحي تتنازعه العناوين، وقلّما يجد فيه التأمل مكانًا.
نعم، نحتاج إلى كلمات تُبنى لا تُستهلك، وإلى قلوب ترى في التغيير ليس تهديدًا بل فرصة للاكتشاف، تمامًا كما نحتاج إلى عقول تعي أن التحول الداخلي لا يقل خطورة وعمقًا عن التحولات الظاهرة.
شكرًا لك على هذا الحضور المميز الذي يضيف لا يكرر، ويضيء لا يزاحم، ويعكس بحق فكرًا نبيلاً يستحق أن يُنصت إليه.
كل التقدير والامتنان لهذا الأفق الرفيع الذي تمنحه للنقاش.،🌷
التعليقات