هل حقًا تستحق ما أنت فيه، أم أنك تستحق الأفضل كما تقول لنفسك؟ هل أنت فعلاً مظلوم، أم أنك في الواقع ضعيف؟ دعنا نرى معًا.
كلنا نسمع كثيرًا عبارة "السعادة في الرضا"، وهي مقبولة تُؤيدها العديد من المفاهيم الدينية والنفسية، وأنا في الأساس أتفق معها، ولكن دعنا ننظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة.
سنناقش هذا الموضوع في نقطتين:
النقطة الأولى: ما هي مقوماتك؟ ما هي امتيازاتك؟ ماذا تفعل لتتميز عن الآخرين؟ يؤسفني أن أقول إن الكثير منا استسلم وسار في نفس الدائرة التي يعيش فيها الجميع، كما يفعل الآخرون. في هذه الحالة بالطبع ستجد نفسك في نفس دائرة البؤس والشكوى مثل الكثيرين وحينها يجب أن تجد مبررًا لكونك تعيسًا وغير قادر على التنافس أو تحسين وضعك المادي، فتلتجئ إلى مقولات مثل تلك التي ذكرناها سابقًا لكي لا تشعر بالذنب. في هذه الحالة، ستجد أن كل المقولات التي تتحدث عن الرضا وحمد الله على ما نحن فيه، تصبح مجرد مسكنات تُخفي فشلك.
النقطة الثانية: إذا كنت غير راضٍ عن نفسك أو وضعك، وتشعر بأنك مستهلك في دائرة لا ترغب أن تكون فيها، أو أن وضعك المادي لا يرضيك، لكنك تعمل على تغيير ذلك، وتسعى لتحقيق الأفضل، وتبذل جهدًا ووقتًا، وتتجاوز الأزمات النفسية التي تسببت لك بالتفكير المفرط، حتى أصبح لديك السيطرة على حياتك، أود أن أقول لك إن كل هذا ليس سهلًا ولن يحدث بسهولة. قد تسقط وتضعف وتتعرض للانتكاسات، لكنك ستنهض وتظل مصممًا على هدفك. في هذه الحالة، ستلاحظ أنك بدأت تتخلص من الكثير من الأخطاء، وابتعدت عن العديد من الأشياء التي كانت تستهلكك نفسيًا واجتماعيًا. حتى الأشخاص من حولك قد يتقلصون، لكنك في تلك اللحظة ستصبح أقوى وأفضل، ولن تجذب إلى حياتك سوى الأشخاص الذين يتناسبون مع مستواك، أو حتى أفضل منك.
وعندما لا يحدث ما كنت تأمل فيه، رغم أنك بذلت جهدك، وقمت بعمل ما يتوجب عليك فعله، في هذه اللحظة يمكنك أن تقول بصدق: "السعادة في الرضا"، "ارض بما لديك تكن أسعد الناس"، لأنها ستكون كلمة ذات معنى حقيقي، لأنك حاولت، عملت، بذلت جهدك، ولم تستسلم، ولم تكن مجرد شخص يخدر نفسه.
التعليقات