في رحلتنا مع الحياة، نمر بلحظات قاسية ونتعرض للأذى من أشخاص ظننا أنهم لن يخذلونا أبدًا. البعض منا، خاصة أصحاب القلوب المتعاطفة (empaths)، يجدون أنفسهم بعد فترة من الألم والتشافي يبررون للمؤذي، بل ويشعرون بالامتنان له لأنه – في نظرهم – كان سببًا في نضجهم وتطورهم. لكن، هل هذا التفكير صحيح؟ هل من المنطقي أن نشكر من تسبب في معاناتنا؟

البحر لم يُنقذك، أنت من تعلمت السباحة!

قرأتُ عبارة كانت كصفعة توقظ من غفلة العاطفة:

"أنت علمت نفسك كيف تسبح، فهل ستشكر البحر لأنه لم يُغرقك؟"

هذه الجملة تحمل سرًا عميقًا، فهي تفصل بين "الألم" و"التطور". البحر لم يساعدك على النجاة، بل كان مصدر الخطر، وأنت من اجتهدت لتتعلم السباحة. نفس الفكرة تنطبق على العلاقات والأشخاص الذين سببوا لنا الأذى—هم لم يمدوا يد العون، بل كانوا التحدي الذي واجهناه. الفرق أن البعض يعتقد أن التحدي نفسه يستحق الامتنان، بينما الحقيقة أن الامتنان يجب أن يكون للذات، للإرادة التي رفضت الاستسلام، للقوة التي اختارت النهوض بدل الغرق.

إعادة تعريف الامتنان:

أن تشكر من آذاك لأنك أصبحت أقوى يشبه أن تشكر السكين لأنها جرحتك، بدلًا من أن تشكر جسدك الذي التأم! الامتنان الحقيقي يجب أن يكون لنفسك، لأنك لم تسمح للألم أن يُحطمك، لأنك وجدت في داخلك القدرة على الوقوف من جديد.

ما الذي يستحق الشكر حقًا؟

اشكر نفسك على الجهد الذي بذلته في التشافي.

اشكر الله لأنه منحك القوة والصبر لتجاوز الألم.

اشكر التجارب، لا لأنها جاءت من شخص مؤذٍ، بل لأنها كانت وسيلة لكشف قوتك الحقيقية.

لا تمنح الفضل لمن جرحك

التطور قرارك، وليس فضلًا من المؤذي. إذا كنت ستشكر أحدًا، فابدأ بنفسك، لأنك وحدك من خضت الرحلة، وأنت من استحق الوصول.

شاركني رأيك هل شعرت من قبل بهكذا شعور بأنك تريد شكر من أذاك؟ هل حان الوقت لتعيد التفكير فيمن يستحق امتنانك حقًا؟

A.S.A.K.W