هناك أرواح مرهفة ترى في الحياء والتسامح زينة الأخلاق، لكنها أحيانًا تتحول إلى عبء ثقيل، إذ تجد نفسك محاصرًا بين رغبتك في الحفاظ على مشاعر الآخرين، وبين حاجتك إلى الحفاظ على ذاتك. تشعر بالحرج أمام كل كلمة تُقال أو طلب يُطلب منك، لا لضعفٍ فيك، بل لأن قلبك يحمل شعورًا عميقًا بمعاناة الآخرين. تسامح كثيرًا، ليس لأنك عاجز عن المواجهة، بل لأنك تُدرك أن الصفح يحمل سلامًا داخليًا أكبر من مشقة الانتقام.

لا تقول "لا" لمحتاج، لأنك تعرف جيدًا ألم الحاجة، ولا تنتقد ذوق أحد، لأنك تخشى أن تجرح مشاعره. والكثير من الاشياء التي تغض طرفك عنها لبقاء الود. وبين حرصك على العطاء وسعيك للتسامح، قد تُنهك نفسك، وقد تترك حقوقك وحاجاتك في الخلفية، مما يخلق داخلك صراعًا بين لطفك الفطري وإرهاقك النفسي.