هل لديك شك يومًا بنفسك،بإنك غير قادر علي المنافسة لإنك فاقد لثقتك بنفسك،حتي لو كنت تمتلك مقومات ودافع وتنفرد بالتميز المسبق عن أحدهم،ولكن تندفع للخلف في كل مرة تزن نفسك بالمقارنة مع الغير أجعل نفسك خارج أطار المقارنة وليس المنافسة نافس نفسك ولا تقارنها خيط رفيع بين هذا وذاك.
المقارنة والمنافسة وخيوط الثقة
كلما تتردد على مسامعي كلمات مثل المنافسة، المقارنة أتذكر مباشرة كتاب "فن الحرب" مضمونه مفيد جدا يشرح فيه كاتبه كيفية كسب الحرب ومنافسة العدو، وأجمل مقولة أراها عميقة في مدلولها: "المقاتل الحكيم هو من يتجنب المعركة"، ولكن برأيك متى يتجنها؟ عندما يدرك بأن نقاط ضعفه أكثر من نقاط القوة في تلك المنافسة، فلما يخوضها من الأساس.
هل لديك شك يومًا بنفسك،بإنك غير قادر علي المنافسة لإنك فاقد لثقتك بنفسك
هذا يعد حكما غير منطقي، قد أمتلك الثقة الكاملة في نفسي ولكن لدي وعي بأن تلك المنافسة تستزف طاقتي ووقتي فيها، فلما أخوضها من الأساس؟، الشخص الذي يدخل للحرب ويعلم نتيجتها من الأول أعتبره شخصا فاشل من الأساس، واذا أراد الشخص أن يزيد من انتاجيته ويطورها الأولى له أن ينافس ذاته قبل كل شئ على أن ينافس الغير.
الانتصار الحقيقي كما وصفه الكاتب صن هو ألا يتم السماح أصلا للقتال أن يقع، وأن فن الحرب هو فن السلام
لابد أن هذه كلمات فائقة الحكمة، ولكن هي أكثر صوابا في عالم الحروب الفعلي، ولكن لا داعي لهذا الحذر في تجنب المواجهات في عالمنا الفعلي، بل على العكس، مواجهة مخاوفنا، والمغامرة في خوض بعد التحديات، هو ما يجعل الإنسان يحقق الإنجازات العظيمة. وهنا لا أعني بأن نرمي بأنفسنا إلى التهلكة، بحيث أن نغامر مع أن انسبة النجاح ضعيفة جدا، ولكن يجب أن نعلم من جهة أخرى أن في أغلب المواقف، لن يكون الأمر محسوما لصالحنا، ولا بد من المخاطرة.
وبخصوص المنافسة مع النفس، هي بالطبع ضرورية لأن كثر المقارنات مع اللآخرين تدمرنا، ولكن في نفس الوقت، وفي أغلب الأحيان، تقييمنا للآخرين ولتقدمهم هو الذي يساعدنا على تحديد معايير النجاح، فلو لم نقارن المنتجات ببعضها، لما استطعنا تحديد الأفضل والأنسب. فلا بد من أن ننظر إلى الآخرين لنتعلم منهم ولنشعر بالدافعية، فحتى وإن شعرنا بأن شخصا ما أفضل منا بكثير، ليس من الخطأ أن نعتبره كمصدر إلهام لنتطور ونصبح مثله أو حتى نتفوق عليه، فنحن من نضع سقف المنافسة لأنفسنا.
التعليقات