كيف يمكن للمرأة العربية إثبات ذاتها في ظل هاته الظروف الاجتماعية؟
خصوصا تحت ضغط رواسب التربية التي تميز بين الجنسين، و التي تعطي الافضلية للرجل على المرأة في المجتمع العربي الاسلامي!
القلم العربي: لم يكن فحوى سؤالي عبثا والدليل كلامك، ما زال هناك تمييز و اضطهاد للمرأة، و هذا جلي من خلال كلامك..
لا بأس…فلنفترض أني عنصري ضد المرأة وكما تقولين…!
المهم فقط إريد إجابة مقنعة وشافية لسؤالي:
ماذا تريد المرأة ، وإلى أين تريد أن تصل؟
سأجيب على سؤالك اخي،
المرأة بشر مثلها مثل الرجل، انسان يريد اثبات ذاته و كينونته، لها حق مثلها مثل الرجل في كل شيء تستطيعه و حسب قدراتها، لان طبيعة خلقها جعلها اقل قدرة جسديا منه، بيد ان بعض النساء اثبتن نفس قدرة الرجل في فعل عدة امور صعبة..
المرأة ما تريده هو احترام ذاتها و شخصيتها كأنسانة ذات وعي و تفكير، لان بعض الذكور يرفض حتى التفكير بذلك.
اما الى اين تريد ان تصل؟ الطموح اخي ليس له حدود لكلا الجنسين من له قدرات و طموح فليصل اينما يريد ما المانع في ذلك.
المشكلة ليست في المرأة اخي، التربية المتوارثة هي من جعلت رجالا يرفضون الموضوع، و يحدون من طموح المرأة و تقدمها، رغم ان هذا الاخير يخدم المجتمع و حتى الرجل نفسه..
سؤالي لك اخي: لماذا الرجل يرفض كل ذلك؟ يريد حصر المرأة في الدور الذي رسم لها من الاف السنين رغم تغير العصر و الظروف؟
لكل امرأة ظروف و وضع خاص بها، ايضا تفكيرها الخاص.. لا يمكنني التحدث نيابة عنها..
لكن عن نفسي انا لا اضع نفسي مكان الرجل او اتحداه..
و حسب ظروفي الخاصة استطعت تاسيس مشروعي الخاص و تسييره حسب مؤهلاتي و اثبت لنفسي و محيطي مدى كفائتي في الوقت الذي استخف الجميع بقدراتي..
نحن في مجتمع ما ان يلمس فيك نوع من النجاح يرغبون في احباطك، و هنا الاصرار و الثقة بالنفس يلعبان دورا في الوصول الى المبتغى المنشود..
بالنسبة للظروف التي تمنعني فقد ذكرتها و هي تمس جميع النساء وهي النظرة الدونية للمرأة و الاستخفاف بقدراتها.. و غيرة الرجل من نجاحها..
تتكلمين عن التربية منذ المساهمة الرئيسية!
التربية : من يربي الرجال أليست الامهات وهن من النساء!
تقولين حصر المرأة في دور رسم لها من الاف السنين والمجتمع العربي الإسلامي؟!
هل قرأتي عن حال المرأة في الجاهلية قبل الإسلام ، وكذلك كيف كان الأوربيون (المثال الأعلى للمرأة اليوم) يختصمون في تحديد المرأة هل هي إنسان أو شيطان أو حيوان؟!!
عندما جاء الإسلام أكرم المرأة وجعل لها كيان وحقوق وميراث ووعدها كالرجل بالجنة وأن تكون سيدة على الحور ولها مما تشتهي وتحب والقصور.
الله تعالى هو الذي خلق البشر والكون وأعطى لكل كائن دوره في الحياة فلا يطغى الليل على النهار والشمس على الأرض وكل حسب دوره ، وأرسل الرسل والأنبياء ليبينوا للناس أدوارهم ويثبتوا لهم دستورهم في الحياة في يطغى أحدهم على الآخر… فلا الرجل يأخذ مكان المرأة أو يتشبه بها ولا المرأة تأخذ مكان الرجل وتتشبه به وتقول لدينا نفس الإمكانات! … كل له دوره ومكانته.
اتفق معك في كل ما تفضلت به، و عن الاسلام و تكريمه المرأة، كلامك لا غبار عليه..
فقط سأذكرك ان المرأة حاربت الى جانب الرجل لنصرة الاسلام و خاضت معارك شتى و بكل شجاعة.
المرأة اخي لم يحدد لها الاسلام دور معين في الحياة ان خرجت عنه فهي عاصية او آثمة..
هي تعي تماما دورها و حدودها و انا هنا اتكلم عن المرأة الناضجة الواعية، وليست التي تخلط الحابل بالنابل..
كم هن عدد النساء اللواتي يعلن اسرهن و يساهمن في سيرورة الحياة بسلاسة..
و كم هن عدد النساء اللواتي وقفن بجانب الرجل في السراء و الضراء وكن سببا في نجاحه..
كم هن عدد النساء اللواتي كافحن وقتما كان الرجل يغط في حياة المجون. وقتها كن يحمين عائلاتهن من التشتت الى ان يستفيق الرجل من عالمه..
الامثلة كثيرة و المجتمع العربي غني بها اخي.
التعليقات