عش ما شئت فأنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، وعمل بما شئت فإنك مجزيٌ به .
هي هكذا نهايتها
في هذا الصدد، أرى أن الأمر يعتمد على ماهية الغرض الذي نسعى إليه، فالعديد منّا قد لا يجد في الحياة ما يرومه من هدف، أو ما يجب أن يسعى إليه من مشروع، فيعتمد بشكلٍ ما على الأغراض الحياتية التي تؤمّن الأساسيات، فلا يطلق العنان لخياله في هذا الصدد، ولا يرجو من الحياة إلّا أن تمنحه قسطًا من الراحة. أمّا بالنسبة إليّ، فأنا أرى أن الصعيد الآخر من المقولة مهم للغاية، فالجهة الأخرى، التي تميل إلى الحياة لأنها الاحتمال القائم، ولا تفكّر في الموت لأنه المجهول الأكبر، هي التي تسعى إلى التقدّم، فتفكيرنا في الموت لا قيمة له مقابل تفكيرنا في الحياة. لذلك فبدلًا من أن ندرك أننا ميّتون لا محالة -وهذا حقيقي طبعًا- فمن الأفضل أن ندرك أيضًا أننا أحياء الآن، وهذه الفرصة لن تعوّض.
عندما قال الحبيب طه زوروا المقابر فإنها تذكر بيوم القيامة ما جاء للهوى أبداً .
أي أن تضع على مرأى عينيك أن الموت قادم لا شك فيه وبدون أي سلام ولا استأذن، هذا سيوصل إلى أن تتحرك وتسعى وتنظر أنه ليس لك وقت لربما وأنك تعيش فقط ليومك هذا فتسعى أن تنجز كل شيء قبل الرحيل.
لكن فكرة أن ننظر لدنيا، لنكن بمحضر صدق لا توصل أحياناً مقابل الخيار الأول الذي طرحناه
فأن تنظر لدنيا على أنها حياة لن تسعى ولن تصل لربما ولربما البعض يقول فيها نحن صغار وما زال أمامنا وقت لهذا وذاك وهذا غير صحيح الموت لا يعرف لا صغير ولا كبير .
لكن الخيار الأول افضل وأصح أما الثاني قد يصيب فيها أقل من الكثير، لأن الدنيا متاع وسرعان ما يغوى المرء ويهوى .
التعليقات