من أكثر القصص التي قرأتها و تركت انطباعا كبيرا في نفسي، كنت أود دائما مشاركتها مع أصدقائي الحسوبيين و اليوم حانت الفرصة.
هي حوار بين توأمين في رحم أمهما، لكنه حوار رمزي لعالمنا نحن. أراه حوار فلسفي أكثر منه ديني.
على أي، ها هو:
قل لي، هل تؤمن بالحياة بعد الولادة ؟
طبعًا، فبعد الولادة تأتي الحياة... ولعلنا هنا استعدادًا لما بعد الولادة...
هل فقدتَ صوابك؟! بعد الولادة ليس ثمة شيء !
لم يعد أحد من هناك ليكلمنا عما جرى عليه! ثم هَبْ أن هناك حياة، ماذا عساها تشبه؟
لا أدري بالضبط، لكني أحدس أن هناك أضواءً في كل مكان... ربما نمشي على أقدامنا هناك، ونأكل بأفواهنا...
ما أحمقك! المشي غير ممكن بهاتين الساقين الرخوتين! وكيف لنا أن نأكل بهذا الفم المضحك؟! ألا ترى الحبل السُّري؟ فكر في الأمر هنيهة: الحياة ما بعد الولادة غير ممكنة لأن الحبل أقصر من أن يسمح بها.
صحيح، لكني أحسب أن هناك شيئًا ما، إنما مختلف عما نسمِّيه الحياة داخل الرحم.
أنت أحمق فعلاً! الولادة نهاية الحياة... بعدها ينتهي كل شيء.
على رسلك... لا أدري بالضبط ماذا سيحدث، لكن الأمَّ ستساعدنا...
الأم؟! وهل تؤمن بالأمِّ أيضًا؟!
أجل.
لستَ أحمق فقط، أنت معتوه! هل سبق لكَ أن رأيتَ الأمَّ في أي مكان؟ هل سبق لأحد أن رآها؟!
لا أدري، لكنها تحيط بنا من كل صوب. نحن نحيا في باطنها، والأكيد أننا موجودان بفضل منها.
دعك من هذه الترهات، ولا تصدع رأسي بها! لن أؤمن بالأمِّ إلا إذا رأيتُها رأي العين!
ليس بمقدورك أن تراها، لكنك إذا صمتَّ وأرهفت السمع، تستطيع أن تسمع أغنيتها، تستطيع أن تشعر بمحبتها... إذا صمتَّ وأرهفت السمع، لا بدَّ أن تدغدغ رحمتُها قلبَك وتحسَّ بملمس يديها الحانيتين... !
حسنا، ليس لدي ما أضيف، إنها تحفة رائعة. لكن يمكنك أنت أن تخبرني ما رأيك؟
التعليقات